وداعا محمد أحمد.. هنيئا الرباني..

الهيبه الشيخ سيداتي

تابعت منذ أمس عبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، تسجيلات وخواطر عدة تثني - نثرا وشعرا - على الأمين العام السابق للكونفدرالية الوطنية الشغيلة الموريتانية الأستاذ محمد أحمد السالك الذي اعتذر عن الترشح لمأمورية ثالثة بعد فترتين من قيادة الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية CNTM
وقد خلف الأستاذ محمد أحمد في قيادة الكونفدرالية النقابي المتميز، والأستاذ الكفء، المفتش محمد ولد الرباني.
أثبتت هذه التسجيلات، والخواطر ما أعرفه عن الأستاذ محمد أحمد، فهو فارس نقابي متميز، وقائد صبور، خاض تجربة رائدة في قيادة النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي SIPES قرر بعدها رفقة عدد من زملائه، تأسيس كونفدرالية عمالية كانت هي أول تجربة بهذا المستوى في العمل النقابي يخوضها محسوبون على التيار الإسلامي.
عانى الأستاذ محمد أحمد وإخوته في هذا المشروع النقابي كثيرا، فهم يعملون في ساحة إسلامية قناعتها بالعمل النقابي ليست في مستوى طموحاتهم، بل ربما لا تكون قريبة منه، بل إن فيها من يعتبره من مظاهر "عمل اليسار".
كما عملوا في مواجهة سلطات تحارب التجارب الجادة، وتبغض النقابيين الواعين، وذي الطرح القانوني الناضح، والموسوعية النقابية، وكان في مقدمة هؤلاء CNTM.
كما واجه محمد أحمد منافسين في الوسط النقابي، رأوا فيه ما لم يعهدوه فيمن سبقه، فحاولوا عرقلة مسيرته تبخيسا، أو محاولة للحجب، أو التجاوز..
وقد كان محمد أحمد أقوى من الجميع.. وكسب الجولات تلوى الجولات حتى غدت CNTM صوتا عماليا مسموعا في كل مكان، وممثلا في كل بقعة من أرض هذا الوطن..
كما غدت أشهر المركزيات النقابية – رغم قصر الفترة، وحداثة التجربة ومعوقات الطريق - وتشهد لذلك آخر انتخابات في أكبر مشغل في البلاد، أعني انتخابات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" التي تمت قبل أسابيع.
الكونفدرالية الوطنية للشعبة الموريتانية الآن شريك عمالي وازن، وفاعل قوي،فرض 
التمثيل في مختلف الهيئات التي يمثل فيها العمال، وانتزع ثقة العمال بالنضال والجد والمكابدة التي كان محمد أحمد أحد عناوينها البارزة.
من حق الإسلاميين أن يفتخروا بأمثال محمد أحمد من صناع التأثير وتاركي البصمات، وبناة المشاريع في مجالات اختصاصهم.
عايشت شخصيا جانبا من تفاصيل نضالات CNTM في لحظات صعبة، كإضراب نقابة الأساتذة 2007، وأشهد – شهادة معاين - بصلابة الأستاذ محمد الرباني قائد النقابة – حينها -  وقوة مواقف محمد أحمد قائد الكونفدرالية آنذاك، فقد رفضا الرضوخ لزملائهم في حزب تواصل، حلفاء النظام وشركاؤه في الحكومة، ولم يتأثر الإضراب بعواصف السياسة. وما أكثر ما تأثرت الإضرابات والحراكات في هذ البلاد بها.
كنت شاهدا كذلك على ضرب الشرطة وسحلها لمحمد أحمد خلال بعض الاحتجاجات العمالية، فلم يكن القائد الذي يغيب عن الفزع، أو يتوارى وقت الخوف والجد.
 وكما خلف الأستاذ محمد الرباني الأستاذ محمد أحمد في قيادة SIPES، وواصل بها على مضمار النجاح، وأبلى بها بلاء حسنا، وطور أساليب نضالها، ها هو يخلفه في قيادة الكونفدرالية، وبالتأكيد ستكون للأستاذ الرباني بصمته، وجهده، وأداءه في خدمة الشغيلة، وتطوير الأداء النقابي في هذا المؤسسة النقابية البارزة.

اثنين, 28/03/2022 - 16:27