مع القرآن لفهم الحياة(6)

 ‏المرابط ولد محمد لخديم ‏

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نقبل هذه النظريات كما هي عليه في كشوف أصحابها؟ أليس من حقنا أن نحاول التعرف عليها على ضوء بناء هذا الوجود ؟!! 
 سنحاول أن نجيب على هذا السؤال مستعينين بنظرية جديدة للعلامة محمد عنبر لأول مرة في تاريخ العلوم!!
إن الكلمة ـ أي كلمة ـ يقوم فيها ذلك القانون الوحيد الشامل الذي تجري أشياء الوجود وفاقا له ألا وهو قيام الزوجين النقيضين في الآخر من كل شيء من أشياء هذا الوجود..
لذا فيكون الأصل هو "الشيء في نقيضه" وهو بسط المتزاوج الذي يحكم الفكر والمادة في آن واحد. والشيء في نقيضه هو الذي يعرب عن كل متحرك في هذا الوجود، فكل حركة: هي هذا الشيء في نقيضه بحكم أنها تتألف من نهاية الخطوة السابقة وبداية الخطوة للاحقة كما تتألف كل من در و رد حيث تتألف (در) مثلا من الدال التي هي بدايتها من جهة ونهاية رد القائمة في ذاتها من جهة أخرى. 
كما تتألف (رد) من الراء التي بدايتها من جهة ونهاية (در) القائمة في ذاتها من جهة أخرى ضرورة وبداهة ولئن قالت الفيزياء الحديثة (عالمنا عالم أزواج) فإن الاعتماد على مثل هذا القول إنما هو اعتماد لأنه موافق ومطابق للشيء في نقيضه الذي يتمثل في قيام كل من الزوجين في الآخر من كل شيء والذي يتمثل في كل لبنة من لبنات هذا الوجود كما يتمثل في كل صيغة صدرت فطرة وسليقة وطبعا على مثل ما هي عليه الحال في در و رد
إن الرد من المنع وان الدر من العطاء وقد يكون الامتناع والعطاء في لغة أخرى بحرفين آخرين أو أكثر غير الدال والراء، ولكن الشيء الذي يتحتم أن يكون نظام التعاقب الواحد، فيجب أن يكون الحرف المشابه للدال هو الأول في صيغة العطاء، وهو الآخر في صيغة المنع ولا يمكن أن يكون غير ذلك، لأن طبيعة تركيب الصيغة تقتضي ذلك, وهي واحدة في اتجاهها وإن قامت حروف مقام حروف في الصيغ: فليس مشروطا في اللغات الأولى والألفاظ الأولى وحدة الحروف بل المشروط وحدة الاتجاه وما الحروف إلا الثوب الذي ترتديه الوجهة التي تبقى واحدة وان تنوعت أثوابها. وحين تدرس الأصول الأولى في اللغات على الإمام الواحد تتجه إلى التلاقي تحت لوائه عن علم ودراية إضافة إلى التقائها فيه حسا وغريزة.
ولما كانت هذه النظرية جديدة لأول مرة في تاريخ العلوم وتصلح أن تكون معلما لبناء الوجود كما هي معلما للعلم والفلسفة فقد نقلنا منها مباحث(16) وإن كانت قليلة مقارنة بحجم الكتب الشارحة لهذه النظرية. متيقنين أنها تضفي أنوارا على الثقافة العقدية الدينية باعتبارها منظومة مترابطة وشاملة. 
ومن المصطلحات التي وقفت حجرة عثرة في البحث: النظر على وصف الشيء بأنه مادة، لا مجال عند بعضهم للشك فيه وقل مثل ذلك في قولهم بأنه عقل. والجميع إلى يوم الناس هذا لا يزالون يواصلون عما هي عليه المادة في ذاتها، وعما هو عليه العقل في ذاته؛ فكيف يمكن أن يكون وصفهم لأي منها قاعدة وأساسا ينبني عليه؟! ....يتواصل....

جمعة, 15/04/2022 - 14:16