كوريا الشمالية تعرض صواريخ باليستية عابرة للقارات وتتعهد بتعزيز الترسانة النووية

تعهد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون -في كلمة ألقاها خلال حضوره عرضا عسكريا في بيونغ يانغ- بالعمل على "تعزيز وتطوير" الأسلحة النووية في بلاده، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وقال كيم بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء المركزية الرسمية "سنواصل بأسرع وتيرة اتخاذ خطوات لتعزيز قدرات بلادنا النووية وتطويرها".

وأشارت الوكالة الى أن الرئيس ألقى خطابه في وقت متأخر الاثنين خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الثوري الشعبي الكوري في ساحة كيم إيل سونغ في العاصمة بيونغ يانغ.

ويأتي العرض في الوقت الذي تكثف فيه بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة واستعراض القوة العسكرية، وسط تعثر في محادثات نزع السلاح النووي مع الولايات المتحدة، وقدوم إدارة محافظة في كوريا الجنوبية.

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات أميركية وأممية صارمة بسبب برنامجها للأسلحة النووية، ولم تسفر المفاوضات الدبلوماسية مع كيم حتى الآن عن إقناعه بوضع حد لبرنامجه النووي، وهي متوقفة منذ فشل لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي حينذاك دونالد ترامب العام 2019.

ويرى مسؤولون ومحللون أميركيون وكوريون جنوبيون أن بيونغ يانغ قد تعاود قريبا تجاربها على الأسلحة النووية التي توقفت العام 2017.

ويقول مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون إن هناك مؤشرات على أعمال بناء جديدة في موقع التجارب النووية الوحيد المعروف لكوريا الشمالية، والمغلق رسميا منذ 2018، مما يشير إلى أن بيونغ يانغ ربما تستعد لاستئناف اختبار أسلحة نووية.

ليس فقط للردع
وقال كيم -خلال ترؤسه لعرض عسكري الاثنين- إن الأسلحة النووية التي تملكها البلاد "رمز للقوة الوطنية" ويجب تنويعها.

وأضاف "استعدادا للوضع السياسي والعسكري المضطرب وجميع أنواع الأزمات في المستقبل (…) سنعزز قوتنا النووية بأقصى سرعة ممكنة".

وتابع الزعيم الكوري الشمالي أنه على الرغم من أن الدور الأساسي للأسلحة النووية في بلاده هو الردع، فإنه يمكن نشرها في حال تعرضت "المصالح الأساسية" لكوريا الشمالية لهجوم.

وأكد "في حال حاولت قوة ما سلب مصالح بلادنا الأساسية فلن يكون أمام قوتنا النووية أي خيار آخر سوى إتمام مهمتها الثانية".

وذكرت الوكالة الكورية الشمالية أن العرض تضمن أكثر الأسلحة تطورا ولا سيما صواريخ "فرط صوتية" وصاروخ "هواسونغ-17" الذي تزعم بيونغ يانغ أنها اختبرته بنجاح في 24 مارس/آذار، فضلا عن صواريخ باليستية تطلَق من الغواصات، وأسلحة أخرى حملتها شاحنات ومركبات إطلاق طافت وسط حشود من المتفرجين والمشاركين الملوحين بالأعلام.

وشمل العرض أيضا اصطفاف أسلحة تقليدية مثل المدفعية وقاذفات الصواريخ والدبابات، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجنود الذين يخطون في مشية عسكرية وهم يهتفون لكيم بـ "طول العمر".

وأفادت الوكالة الرسمية أن "الحضور أطلق الهتافات واعترته الحماسة الشديدة عند رؤيته لصاروخ هواسونغ-17 الباليستي العابر للقارات الذي ارتفع في السماء يوم 24 مارس/آذار لإظهار (..) الموقع الإستراتيجي لجمهوريتنا أمام العالم".

وكانت كوريا الشمالية أعلنت في 25 مارس/آذار أنها أطلقت للمرة الأولى صاروخا من طراز "هواسونغ-17" ونشرت صورا ولقطات يظهر فيها كيم وهو يشرف على التجربة.

لكن محللين أشاروا إلى وجود ثغرات في رواية بيونغ يانغ؛ كما خلصت أجهزة الاستخبارات الأميركية والكورية الجنوبية إلى أنه في الواقع صاروخ من طراز "هواسونغ-15" الأقل تطورا، والذي سبق وأن اختبر العام 2017.

وتنظم كوريا الشمالية عروضا عسكرية في المناسبات المهمة يشارك فيها آلاف العسكر مع مصفحات ودبابات وصواريخ.

ويدرس الخبراء عن كثب هذه العروض للوقوف على مؤشرات حول آخر الأسلحة التي طورتها بوينغ يانغ.

وعرض صاروخ "هواسونغ-17" الذي لقبه محللون عسكريون "الصاروخ الوحش" للمرة الأولى خلال عرض عسكري في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقد نصب على آلية مجهزة بـ 22 عجلة.

المصدر : وكالات _ الجزيرة نت

ثلاثاء, 26/04/2022 - 16:48