ذكرى قيام إسرائيل على أرض فلسطين.. مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى والمقاومة تتعهد بهزيمة الاحتلال

اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك -اليوم الخميس- بالتزامن مع احتفال إسرائيل بما تسميه "يوم الاستقلال" الـ74، وقد رابط فلسطينيون في الحرم القدسي لمواجهة الاقتحامات، في حين دعت الفصائل للدفاع عن القدس والأقصى وتعهدت بهزيمة الاحتلال.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن مواجهات داخل باحات الأقصى وداخل المصلى القبلي أدت إلى إصابة 12 شخصا منذ صباح اليوم الخميس، كما تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن اعتقال قوات الاحتلال نحو 50 شابا فلسطينيا من باحات الأقصى.

وقد أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي على مجموعة من المرابطين لإخراجهم من المصلى القبلي.

ونقل مراسل الجزيرة عن شهود عيان أن اثنين من المحاصرين داخل المصلى القبلي أصيبا بالرصاص المطاطي الذي أطلقه جنود الاحتلال.

وخلال عمليات الاقتحام، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب والسحل على مدير نادي الأسير الفلسطيني بمدينة القدس، ناصر قوس، أمام المصلى القبلي.

وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي جنود الاحتلال وهم يعتدون على نساء ومسنين في المسجد الأقصى ومحيطه، كما اعتدوا على فرنسية من أصل جزائري وأبعدوها عن الحرم القدسي.

وقالت إدارة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى إن 792 مستوطنا اقتحموا المسجد منذ الصباح.

وانتشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يظهر مشاركة المتطرف الإسرائيلي أرنون سيغال، أحد أبرز مقتحمي الأقصى منذ سنوات.

 

الاستنفار وشد الرحال
ومن جانبهم، احتشد الفلسطينيون منذ الصباح في باحات الأقصى، بعدما دعت الفصائل الفلسطينية إلى الاستنفار وشد الرحال والرباط في الأقصى ردا على الاعتداءات الإسرائيلية.

وردد المرابطون هتافات ضد قوات الاحتلال التي رافقت مجموعات المستوطنين المقتحمين تباعا لحمايتهم. كما رددوا تكبيرات العيد، واجتمعوا في حلقات الذكر لتأكيد عزمهم في التصدي لتلك الاقتحامات.

وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري -في حديث للجزيرة- إن المرابطين في الأقصى أفشلوا مخطط المستوطنين لإدخال الأعلام الإسرائيلية إلى الحرم.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن ما جرى في الأقصى اليوم يؤكد أن المعركة ليست مرهونة بحدث، بل "مفتوحة وممتدة زمانيا ومكانيا على أرض فلسطين".

وتابع "ما كان للصهاينة أن يدخلوا الأقصى إلا خائفين، فقد أجبرهم حماة الأقصى على نكس أعلامهم"، وأوضح أن "هدفنا إفشال التقسيم الزماني والمكاني للأقصى من قبل الاحتلال".

كما أكد الناطق باسم حماس، حازم قاسم، أن تصدي المرابطين والمرابطات للاقتحامات في الأقصى "بطولة تفشل مخططات الاحتلال"، وأضاف أن "الارتباك الذي تعيشه المؤسسات الصهيونية دليل فشلها في معركة الإرادة مع شعبنا ومقاومته".

في السياق نفسه، قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "نشد على أيادي المرابطين في باحات المسجد الأقصى وتصديهم لقطعان المستوطنين".

وأضافت أن "شعبنا سيدافع عن المسجد الأقصى بكل قوة، وعلى الاحتلال تحمل المسؤولية والنتائج".

أما حركة الجهاد الإسلامي، فأكدت أن الحشود المرابطة في المسجد الأقصى مدعومة من المقاومة و"محمية بسلاحها وسيفها المشرع"، وقالت إن المرابطين والمرابطات في الأقصى يمثلون الجدار الأول في مواجهة مخطط التقسيم الزماني والمكاني.

من جانبها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تصعيد المواجهة الشاملة مع الاحتلال ورفع جاهزية المقاومة ردا على الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

إعلان حرب
وفي ردود الفعل أيضا، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحمل المسؤولية المباشرة عن عودة التصعيد في المسجد الأقصى، ورأت أن سياسات الحكومة الإسرائيلية "إعلان رسمي بالحرب الدينية التي ستشعل المنطقة".

ودانت وزارة الخارجية الأردنية -أمس الخميس- "السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المُبارك… تحت حماية الشرطة الإسرائيلية".

وطالبت الوزارة -في بيان- إسرائيل "بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات و الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المُبارك… واحترام حرمته، ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس".

وتحتفل إسرائيل في الخامس من مايو/أيار كل عام بذكرى تأسيسها عام 1948 التي تمثلت في نكبة الشعب الفلسطيني إثر الحرب التي أدت إلى احتلال معظم مساحة فلسطين التاريخية وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني وطردهم من قبل العصابات الصهيونية المسلحة.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند
 

خميس, 05/05/2022 - 19:03