حماية مكتسبات الوطن ... قضية مقدسة لا مساومة فيها

أحمدو بمب ولد باي

كان خطاب الأخ سيدي محمد ولد الطالب أعمر رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في افتتاح اجتماع مكتبه التنفيذي خطابا حازا في مفصل الأولويات التي ينبغي أن يهبها كل مناضل حزبي بل كل مناضل نصيب الأسد من اهتمامه، ألا وهي حماية مكتسبات الوطن.
ويعزز قيمة هذا الخطاب أن النجاح الكبير الذي حققه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني باستلال فتيل الصراع والشحن العنصري هو أكبر مكتسب حققته هذه البلاد منذ عقود، حيث قضى في سنتين على خطابات الشحناء والسجال العنصري، واستقبل الجميع وقدم قاموسا جديدا للغة الخطاب يعتمد التهدئة والإخاء، وأصبح ممكنا للجميع أن يلتقي وأن يناقش دون أن تقع السماء على الأرض ودون أن تتصدر لغة السباب والهجاء التي سادت خلال العشرية المنصرمة.
إن هذا المكسب المهم هو صمام أمام لكل مواطن موريتاني وللوطن بشكل عام، ولن يقبل الموريتانيون العودة إلى مربع الهجاء وبيع القضايا الوطنية، والمتاجرة بآلام الفقراء وضحايا عهود التهميش، فتلك تجارة أفلست وعهد تولى غير مأسوف عليه.
وما من شك أن محاولات بعض المتاجرين بالعنصرية إحياء خطابها الشرائحي وتحريضاتها الشقاقية في هذه الفترة، سيصطدم برفض شعبي واسع وبصرامة مؤسسية لدى مختلف القوى السياسية في البلاد.
ودون شك فإن منع مثل هؤلاء من المتاجرين من المناصب السياسية والانتخابية، هو قرار صائب، يجب أن يكون أولى محطات تطبيق القوانين والتشريعات المجرمة للعنصرية ومحاولة حرق السفينة المشتركة للشعب الموريتاني.
وإلى جانب هذا البعد المهم من أبعاد حماية المكسب الوطني في مجال الوحدة الوطنية، الدفاع غن المكتسبات الوطنية في مجالات التنمية والتعليم، الذي شهد نهضة عمرانية مهمة مكنت لحد الآن من تشييد أكثر من 1000 قسم دراسي خلال منتصف 2021 يستفيد منها عشرات الآلاف من التلاميذ، وكذا اكتتاب آلاف المدرسين، ومراجعة البرامج وإطلاق نظام للتغذية المدرسية يستفيد منه أكثر من 170 ألف تلميذ، ولا شك أن عدد الإنشاءات التربوية تضاعف بعد ذلك
وزيادة على ذلك هنالك مسار تنموي راق من أجل تطوير القدرات الاقتصادية بشكل عام للبلاد، عبر الأقطاب الاقتصادية الكبرى التي آتت أكلها في تخفيف آثار الجائحة، والانتقال إلى توازنات اقتصادية مكنت البلاد من العبور الآمن رغم الأزمات الاقتصادية الشديدة التي عانى منها العالم.
وهل يمكن أن تنتاسى أكبر تأمين صحي غير مسبوق في شبه المنطقة بشكل عام، من خلال التأمين الصحي لأكثر من 600 ألف شخص، وهو عدد هائل جدا مقارنة بالحالة الموروثة.
ينضاف إلى ذلك أبعاد متعددة في تحسين مناخ الاستثمار، وتحول موريتانيا إلى قطب اقتصادي جاذب للاستثمار، ومنطقة تألق اقتصادي، استقبلت عددا كبيرا من الشركات وكبار المسثتمرين في قطاعات إنتاجية مخلتفة.
ودون شك ما كان لهذه النجاحات أن تتحقق لولا نجاح الاستيراتيجية الدبلوماسية الوطنية التي أعادت لموريتانيا اعتبارها وحيوية أدائها الدبلوماسي بعد سنوات من الانكماش والمغامرات الدبلوماسية التي تضررت منها البلاد.
إلا أن جو الانفتاح الدبلوماسي الذي انتهجه رئيس الجمهوري استطاع أن يحقق نموذجا نوعيا في إدارة العلاقات الخارجية وفي حلحلة أزمات معمرة مثل أزمة الدين الكويتي، وغيره من الملفات العالقة التي أدارها رئيس الجمهورية بحكمة ورزانة واقتدار
كما أن من الضروريات المهمة تثمين بسط الأمن وسلامة واستقرار الاستيراتيجيات الأمنية والدفاعية التي مكنت من إبعاد شبح الإرهاب والجريمة العابرة عن حدودنا، ومكنت من القضاء على موجات التلصص والترويع التي كانت تنتشر بين الحين والآخر.
إن هذه المكتسبات لم تأت جزافا بل كانت نتيجة تخطيط وتنفيذ ومتابعة وعمل مضن وجهد وحرص وطني نبيل، وأبوة حانية من رئيس الجمهورية على كل مواطنيه، فله جزيل الشكر وعلينا جميعا أن نستجيب لنداء رئيس حزبنا حماية للمكتسبات الوطنية وصونا لمقدسات الهوية والوحدة الوطنية والحوزة الترابية

جمعة, 27/05/2022 - 21:57