غفوات طلابية فى رحاب المطعم الجامعي

اقريني امينوه

ذكرتني هذه الصورة بأجواء المطعم الجامعي قبل عقد من الزمن.
كنا شلة مراهقين تسكن فى الغرفة 101 من الحي الجامعي العتيق بجامعة نواكشوط .
تستمر النقاشات البيزنطية حول قضايا العصر؛ وحين يعصف بنا الجوع يتطوع أحدنا لإعداد وجبة عشاء تجهز فى غبش الفجر.
ننام تحت تأثير مشتقات عجائن "فيرميسل" طيبة الذكر ودجاج مجمد من الحرب العالمية الثانية مخضب العظام وفاقد للطعم منذ نصف قرن.
لم تكن مهاراتنا المطبخية ناضجة بمافيه الكفاية؛ لكن أيام المطعم الجامعي عززت ثقتنا فى ما نصنعه من وجبات غير مصنفة فى الغرفة 101.
كان الصباح هو التحدي الحقيقي للشلة، حيث تطرح مشكلة الحصول على تذاكر الغداء فى المطعم مشكلة مؤرقة للشباب الذين يقضون النهار يصارعون بهارات عشاء الليلة الماضية.
انتدبتا شابا يمتلك عادات ديكية فى الاستيقاظ المبكر؛ وتم التعاقد معه على جلب تذاكر بعدد فريق كرة قدم.
كانت الكارثة فى خلبطة جدول الوجبات فى المطعم الجامعي، كان عنصر المفاجأة هو الثابت الوحيد؛ فيوم الاثنين المعروف فى جدول الطلاب أنه يوم الدجاج المقلي يُقرر كبير الشيفات أنه أصبح يوم خاص بوجبة "ياصا" ذات التأثير الموضعي والحاسم على معد الطلاب .
لم تكن التحلية أحسن حالا من الطبق الرئيسي البائس و المتقشف؛فلأول مرة فى تاريخ المطاعم يُقدم الجزر بلونه السعيد مخلوطا بزبادي شديدة المحلية كتحلية للطلاب.
بعد الثالثة عصرا؛يهيم الجميع على وجوهم؛باحثين عن ظل يستلقون تحته،  كان مسجد الجامعة منطقة ايواء ثابتة لمئات الطلاب .
كان الاعتقاد السائد حينها والمعزز بسرديات طلابية غير يقينية، أن إدارة المطعم تستخدم محلولا يساعد فى تسريع استواء الطعام،ويكبح جماح آلاف الطلاب المتفجرين حماسا.
وفى المساء يصاب أغلب رواد المطعم الجامعي بتشنجات مجهولة المنشأ؛ تتسبب عادة فى عراك سرمدي لايتوقف الا عند تدخل مسؤول الحي؛ أو نفاد تأثير الوجبة على هرمونات الطلاب، فيعم السلام ارجاء الحي ويتبادل الكل النكات وكؤوس الشاي المسائي المعتق بأماني قد لايتحقق أغلبها .

خميس, 07/07/2022 - 10:37