يوم نَطحتُ

محمد ناجي أحمدو

نحن هؤلاء، لا يعقدنا أننا فشلنا مرة أو مرات، ولنا تاريخ عظيم مع الكبوات، كل كبوة لا تقتلنا تقوينا.
على تمام الساعة الثانية ظهرا؛ بدأت قراءة نتائج الباكلوريا العلمية من مكبر الصوت الموجود في إعداداية البنات، كانت المساحة بين إعداديتي البنين والبنات من جهة والثانوية العربية والمعهد العالي من جهة ثانية مليئة عن آخرها، وكان ذلك قبل رصفها بالحجارة المحلية.
انتهت لائحة الناجحين في الدورة الأولى، جلس صاحبكم على الأرض، وبدأ يضرب التراب بقبضته، ثم ثاب إليه عقله، ووقف من جديد مستمعا للائحة الدورة التكميلية.
انتهت اللائحة، ولم يرد اسمه الشريف فيها، لم يسلم على أحد، مشى بخطوات منكسرة محني الهام، مقتربا من حائط إعدادية البنين.
في نهاية الشارع لمحت الوالد رحمه الله وجازاه عني خيرا مترجلا ينتظرني، مددت يدي إليه صافحني، ولم يسألني حينها عن شيء فقد كان حالي يكفي عن سؤالي.
صعدنا السيارة، لما اقتربنا من مدريد، قال الوالد بهدوء: الطفل انت ما انجحت، أجبته بلا، مضت فترة صمت طويل، ثم أعاد السؤال، وهو الخبير بي: ولا ريت الدورة، أجبته مانل، ومضت فترة صمت، قبل أن يسأل رحمه الله: اصحابك من انجح منهم، أجبته: ماه حد، علق رحمه الله: ذاكو ال فيه الخير، تنجحو ان شاء الله السنة الجاية.
 

أربعاء, 13/07/2022 - 11:29