Jeune Afrique تقدم قراءة للانتخابات الموريتانية

تطلّب الأمر أكثر من ثمانية أيام لإخراج النتائج الأولية للجولة الأولى من الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية من قبل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات. نتائج أظهرت أن المشهد السياسي المنتظر سيكون مختلفا تماما عما كان سائدا خلال الخمس سنوات الماضية.

ووفقاً للنتائج التي كشفت عنها اللجنة فإن الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) يتقدم إلى حد كبير في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية من بين 157 مقعداً من النواب حصل الـحزب على 67 مقابل 14 للحزب الإسلامي (تواصل، المعارضة). ومن المقرر إجراء جولة ثانية في 15 سبتمبر لانتخاب 22 نائبا.

الانتخابات وصفت بالهادئة، على الرغم من الإخفاقات المسجلة.

مدة الفرز طالت بشكل كبير وهو ما يعود لتعقيد العملية وارتفاع عدد المرشحين. بالإضافة إلى قلة خبرة مسؤولي لجنة الانتخابات فقد تم نقل مراكز الاقتراع في اللحظات الأخيرة ووضع العديد من الناخبين بطاقات الاقتراع في صناديق الاقتراع الخطأ وأخذ رؤساء مراكز الاقتراع زمام المبادرة لإعادة أوراق الاقتراع من صندوق اقتراع لآخر. ونتيجة لذلك اعتبرت 520 ألف بطاقة بطاقة اقتراع غير صحيحة من أصل 2.7 مليون صوت معبر عنه.

من ناحية أخرى أدّت الأمطار الغزيرة إلى تأخير تسليم نتائج مناطق معينة. يجب أن يؤدي هذا الإخفاق إلى حدوث سيل من الاعتراضات خلال الأسبوع الفاصل بين الجولتين.

المعارضة "الراديكالية" في "الائتلاف الانتخابي للمعارضة الديمقراطية" دانت "عمليات تزوير هائلة يقوم بها معسكر السلطة". ومع ذلك، قال الوزير الأول التشادي السابق ألبرت باهيمي رئيس بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الأفريقي إن "هذه النواقص لا تشوه مصداقية الانتخابات".

وفي السياق نفسه أشار منتدى المنظمات الوطنية لحقوق الإنسان إلى "أوجه قصو" خطيرة رغم أنه خلص إلى أن "الأداء الجيد نسبيا لعمليات التصويت".

وقد بلغت نسبة 73.44 بالمائة. ومن المسلم به أن الحزب الحاكم وهو الاتحاد من أجل الجمهورية لا يزال في الصدارة وقد فاز بـ 67 مقعداً من أصل 157 مقعداً، في حين أنه لم يتجاوز في الجولة الأولى من عام 2013 44 من أصل 146 ولكن الصعود الأكثر أهمية هو صعود حزب تواصل حيث فاز ب 14 مقعدا (من أصل 31 فازت المعارضة) مقابل 6 فقط في الجولة الأولى من عام 2013.

وعلى المستوى الجهوي، فاز حزب الاتحاد في الجولة الأولى بأربع من المناطق الثلاث عشرة.

لقد جني تواصل ثمار تنظيمه وحضوره في جميع أنحاء موريتانيا ورفضه لمقاطعة الانتخابات خلافا للأحزاب المعارضة الأخرى التي أصبحت اليوم متأخرة عليه في الترتيب.

في منطقة نواكشوط وكذلك العديد من المناطق الجهوية والبلدية الأخرى سيكون على الحزب الحاكم النضال من أجل الفوز، لأن شعار المعارضة الراديكالية الآن هو "التصويت لصالح أي طرف يشارك في جولة ثانية ضد الاتحاد من أجل الجمهورية".

لكن ذلك لن يمنع الحزب من الحصول على الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية ولكنه قد يؤدى إلى حرمانه من أغلبية الثلثين التي كانت ستمكنه وحد من تعديل الدستور دون الحاجة للتحالف مع من يصنفون في المعارضة "المعتدلة".

الجمعية الوطنية مرة أخرى تصبح منتدى للنقاش. وانتخاب شخصيات معارضة قوية مثل محمد ولد مولود  بيرام ولد عبيد ومسعود ولد بلخير ويعقوب ولد امين ضمان لنهاية البرلمان الذي لا يسمع له صوت. والانتخابات ستمكن من القضاء على 70 حزبا حصلت على أقل من 1 بالمائة من الأصوات وهي الأحزاب التي غالبا ما لا تكون له برامج وتكون مكرّسة للترويج لشخص واحد.

ترجمة موقع الصحراء 

المتابعة الأصل اضغط هنا

خميس, 13/09/2018 - 13:15