توجيه "الترند".. هل يمكننا كسر سلطة الجماهير؟

أم لخوت/ الكوري ولد سيدي

يطلق "الترند" في لغة التواصل الاجتماعي على الشيء الرائج والمنتشر أو الحدث الأكثر شهرة وتداولا بين رواد هذه الوسائط؛ وقد أصبحت ظاهرة "الترند"، متغلغلة في تفاصيل حياة نشطاء السوشيال ميديا، وتحول الاهتمام بها وملاحقتها إلى هوس لا تمكن مقاومته، فضلاً عن رفضه.

 

وإن كان "الترند" لا يحمل قيمة في حد ذاته، فإنه يشير إلى انتشار فكرة أو مضمون معين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ساهم انتشار الترندات في إعادة النشر والتعليق اللا إرادي بين رواد هذه المنصات، حيث أصبحوا يرددون أي شيء لمجرد مشاركته من طرف أحد "المشاهير"، وهو ما ساعد في نشر الشائعات والتضليل عبر هذه الوسائط، ومنح الترندات تأثيرا قويا وسريعا يوظفه البعض لتسليع حياة المتابعين وتفريغها من قيمتها الحقيقية.

 

ورغم إيجابية بعض الترندات ومساهمتها في نشر الوعي بين رواد التواصل الاجتماعي وحصد التضامن مع القضايا العادلة، إلا أن أغلبها يسعى لتهييج الرأي العام من طرف مصادر مجهولة، ينساق وراءها رواد السوشيال ميديا دون التأكد من حقيقة ما تنشره أو التحقق من مصدره، مما جعل المتابعين أسرى للترندات والهاشتاجات، وباتت جميع الفئات المستخدمة لهذه الوسائط ضحية للترندات فيما يشبه الإدمان.

 

وقد ظل الترند في بداية تشكله يصعد ويهبط من حين لآخر، بعدة أخبار ومواضيع تحتل واجهة مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لا تتجاوز أياما معدودة بالرغم من قوة تداولها والتفاعل معها من قبل مستخدمي هذه المواقع.

 

وبمرور الأيام تحول الترند إلى "عصا غليظة" يستخدمها البعض للحصول على حقوقه وإسماع صوته، فيما يلجأ إليها آخرون لفرض وجهة نظرهم أو الترويج للأخبار الزائفة.

 

والأمر الذي يلزمنا الاعتراف به هو أن صناعة "الترندات" لا تأتي اعتباطا فغالبيتها يتم بتوجيه من جهة أو شخص ما يحاول حشد الجماهير حول "هاشتاج" يحمل وراءه هدفا محددا.

 

وأمام فرض جماهير التواصل الاجتماعي سلطتها عبر صناعة الترندات واستحداث الهاشتجات التي أصبح بعضها شبحا يطارد الجميع ويستهدف الأشخاص والدول نقدم مجموعة من المقترحات يمكن من خلالها توجيه الترند وكسر سلطة الجماهير ، مساهمة في ضبط هذه الوسائط وأخلقتها.

 

ومن أبرز المقترحات في هذا المجال:

- تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يحاول الـترند تسويقها وفرضها، ونشر الوعي حول الحملات المنظمة عبر التواصل الاجتماعي.

- تبنى  الترندات الهادفة والترويج لها في وسائل الإعلام، وتجاهل الهاشتاجات السطحية والمزيفة.

- التمييز بين القضايا الجذرية المرتبطة بالواقع وتلك التي لا تعدو كونها "ترندا" محكوما بوقته وشخوصه.

-التعامل مع الترند على أنه أداة من أدوات حروب الجيل الخامس، وسلاح ذو حدين يمكن استخدامه في مختلف الاتجاهات.

- عدم تفاعل الجهات الرسمية مع الترندات، وتجنب اتخاذ القرارات والإجراءات في موضوع معين بعد أن يصبح ترندا.

 

 

اثنين, 25/07/2022 - 10:49