ندد رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي بـ"أوليغارشية الأمر الواقع" التي تفرضها فرنسا وألمانيا، على حد قوله، على الاتحاد الأوروبي، داعياً إلى "العودة إلى مبادئ" التكتل، في مقال حول الحرب في أوكرانيا، نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، أمس الثلاثاء.
وكتب مورافيسكي أن الحرب في أوكرانيا "كشفت الحقيقة حول أوروبا" التي "رفضت الاستماع إلى صوت الحقيقة" الصادر عن بولندا حول طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الإمبريالية"، معتبراً أن ذلك "يصور المشكلة الأوسع التي يواجهها الاتحاد الأوروبي اليوم".
وتابع أنه "داخل الاتحاد، المساواة بين الدول هي كلامية بطبيعتها. والممارسة السياسية تظهر أن الصوتين الألماني والفرنسي لهما أهمية طاغية".
وأكد "إننا نتعامل إذاً مع ديمقراطية شكلية وأوليغارشية فعلية، تكون السلطة فيها بأيدي الأقوى".
ورأى أن الاتحاد الأوروبي "يجد صعوبة متزايدة في احترام حرية جميع الدول الأعضاء والمساواة بينها"، مضيفاً "نسمع أيضاً بشكل متزايد أن مستقبل المجموعة بكاملها يجب ألا يتقرر بعد الآن بالإجماع بل بالغالبية".
إلا أن "التخلي عن مبدأ الإجماع في مجالات متزايدة تدخل ضمن صلاحيات الاتحاد الأوروبي يقربنا من نموذج يسيطر فيه الأكثر قوة والأكبر حجماً على الأضعف والأصغر".
ورأى أن الاتحاد "لم يكن بالمستوى" المطلوب "في مواجهة الحرب" في أوكرانيا.
ودعا إلى "العودة إلى المبادئ التي تنتظم حولها الأسرة الأوروبية". وختم قائلاً: "أوروبا بحاجة إلى أمل أكثر من أي وقت مضى. ولا يمكنها إيجاد هذا الأمل سوى في العودة إلى المبادئ وليس في تعزيز البنية المؤسساتية الطاغية".
وبولندا هي، على غرار دول البلطيق، من أشد داعمي أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، ومن كبار منتقدي روسيا، على خلاف موقف فرنسا وألمانيا اللتين تثير مواقفهما الأكثر اعتدالاً أحياناً حيال موسكو انتقادات كييف.
نقلا عن العربية نت