أحد عشر شابا في البرلمان

محمد محمود الصيام

من بين مخرجات التشاور الذي جمع الأحزاب السياسية بالحكومة ممثلة في وزارة الداخلية ، تم إعتماد لائحة مكونة من 11 مقعداً مخصصة للشباب في الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في عام  
 .2023 
تهدف هذه اللائحة لتذليل العقبات أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية و تحمله المسؤولية التشريعية.
: وتحمل إضافة لذلك وجها مشرقا من أوجه تجديد النخب السياسية ومن بين ثمارها المنتظرة 
تعزيز مكانة الشباب ضمن التنظيمات الحزبية -
تقوية المشاركة السياسية والحزبية والإنتخابية للشباب -
تعزيز القدرات الترافعية من داخل البرلمان -
إهتمام تشريعي بالقضايا و التحديات التي يواجهها الشباب -
لكن هذه النقاط المضيئة ،  يظل تحقيقها رهين السلامة  من الإختلالات المتوقعة لضمان نجاح هذه  التجربة الوليدة . 
و هو ما يدعونا للاستفادة من تجربة المملكة المغربية في هذا الإطار. 
في عام 2011 قام المغرب بإعتماد لائحة مكونة من 30 مقعداً مخصصة للشباب، وذلك في أعقاب الحراك الذي عرفه المغرب ، خلال مايعرف بالربيع العربي ، والذي قاده الشباب المطالب بالاهتمام بقضاياه وبتجديد النخب السياسية . 
ونص القانون التنظيمي لمجلس النواب المغربي على أن تتضمن اللائحة الوطنية جزأين، يحتوي القسم الأول منه 60 مقعداً مخصصة للنساء، والثاني 30 مقعداً مخصصة للشباب، الذين لا تزيد أعمارهم على 40 عاماً خلال فترة الاقتراع .
لكن تعديلا جديدا طرأ على القانون التنظيمي لمجلس النواب المغربي في عام 2021 تم بموجبه إلغاء اللائحة الوطنية للشباب . 
فماهي الأسباب التي دفعت بالحكومة المغربية لإتخاذ هذا الإجراء، القاضي بحذف لائحة الشباب، بعد عشر سنوات من ظهورها  ؟ 
حجج الفاعلين السياسيين المطالبين بإلغاء للائحة تستند على ضرورة إنهاء نوع من الريع السياسي ، شاع في ظل وجود هذه اللائحة الشبابية ، التي تم استغلالها من قبل الأحزاب ، لمكافأة المقربين منهم، دون مراعاة لكفائتهم وقدرتهم على تقديم مرافعات تساهم في طرح مشاكل الشباب وقضايا التنمية .
وهو ما ساهم في إفراز عناصر برلمانية ضعيفة، لم يشكل وجودها إضافة للبرلمان المغربي ولا تعكس واقع وتطلعات الشباب. 
لضمان تمثيل شبابي يليق بالمؤسسة التشريعية في موريتانيا  ، يتيح مرافعات هادفة و فعالية معتبرة في عمل اللجان البرلمانية الدائمة ، ينبغي إعتماد معايير موضوعية في الترشيح ، تقوم على أساس الكفاءة في المقام الأول ، دون توظيف لأي إعتبارات أخرى .
وتبقى المشاركة الشبابية في الحياة السياسية ، الوسيلة الأهم من أجل منح الفرصة للشباب ، لإبراز قدراتهم على التعبير عن أولوياتهم وإدماجها ضمن الأولويات المحلية والوطنية والنهوض بواقعهم ومشاركتهم الفاعلة في المجالات المختلفة .

جمعة, 30/09/2022 - 10:06