زر بوتين النووي أم أبو القنابل!

شهاب المكاحله

“لا أعلم بأي سلاح سيحاربون في الحرب العالمية الثالثة، لكن سلاح ]الحرب العالمية[ الرابعة سيكون العصي والحجارة”، ألبرت أينشتاين.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد منذ أيام باستخدام السلاح النووي لحسم الحرب في أوكرانيا وفي المقابل حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أن خطر “هرمجدون” نووي هو في أعلى مستوياته منذ ٦٠ عاماً. وحين يقول بايدن إن بوتين لم يكن “يمزح” يوم حذر من أن موسكو ستستخدم “كل الوسائل المتوافرة لدينا” للدفاع عن الأراضي الروسية خاصة مع تأكيد ه أن الولايات المتحدة خلقت “سابقة” باستخدام الأسلحة النووية في الحرب العالمية الثانية، فإننا نرى أن الخطر قادم ولكن بعد انتخابات التجديد النصفي الأميركية في ٨ نوفمبر ٢٠٢٢.
ربما يفسر كلام بوتين على أنه تحذير للدول الداعمة لأوكرانيا بعدم تصعيد مشاركتها وقد يفهم منه أن صبر الدب الروسي بدأ بالنفاد؛ فروسيا وأمنها خط أحمر. ومنذ تداول تصريحات بوتين، توالت وسائل الإعلام الغربية على تحليل نفسية بوتين وجمع ما يمكن جمعه عن الأسلحة النووية الروسية وعددها. إذ تشير المعلومات الروسية الأولية إلى أن الترسانة الروسية من الرؤوس النووية وصلت حتى نهاية العام ٢٠١٩ إلى ٦١٣٧ رأساً نووياً وهناك ما لا يقل عن ١٤٠٠ رأس نووي تكتيكي، أي يمكن استخدامها في مواقع محدودة لإلحاق الهزيمة بالعدو.
فهل سيلجأ بوتين إلى خيار النووي؟
بوتين يعطي فرصة تلو أخرى للغرب ليعيد حساباته قبل أن تعم الطامة الكبرى. فهو يراهن على الخيار الشعبي الأوروبي الذي سيطيح بحكومات تلك الدول أولاً، ومن ثم يتطلع إلى انتخابات التجديد النصفي الأميركية في ٨ نوفمبر ٢٠٢٢ والتي من المرجح أن يفوز فيها الحزب الجمهوري. وهنا سيعود الرئيس السابق دونالد ترامب للحكم ويسلم المفتاح لبوتين في إدارة الشأن الأوروبي. وفي حال تبدلت الأمور قبيل ذلك التاريخ المرتقب، فإن بوتين سيلجأ إلى واحد من الخيارات المتاحة أمامه الآن مع توصيات من الجنرال الجديد سيرجي سوروفيكين، المتمرس في حروب الإرهاب والجماعات المسلحة من غير الدول.
الخيارات المميتة باتت اليوم على طاولة العسكريين الروس أكثر من أي وقت مضى. فتحريك غواصة يوم القيامة جنباً الى جنب مع طائرة يوم القيامة وقطار يوم القيامة والطائرة التي تنقل ما اصطلح عليه بـ”أبو القنابل الروسية Father of All Bombs والتي تحدث تفجيراً يصل إلى ٤٤ طناً مترياً من مادة تي إن تي التي تستخدم الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجارات عالية الحرارة. وتعتبر هذه القنبلة أكثر القنابل غير النووية فتكاً والتي تُستخدم عموما لتطهير المساحات بشكل عام، وهنا يمكن استخدامها في المدن لتدمير التحصينات والبنى التحتية للعدو.
فما بين قطار يوم القيامة وقنبلة يوم القيامة وغواصة يوم القيامة وطائرة يوم القيامة وغيرها الكثير في ترسانة الجيش الروسي، يرى بوتين أن هناك خيارات عديدة على طاولته منذ اليوم وحتى يوم ٨ نوفمبر ٢٠٢٢. أول تلك الخيارات عودة الحزب الجمهوري لحكم الولايات المتحدة وتجنب الحرب الكونية أو تأجيلها إن صح التعبير. والحل الآخر يكمن في استخدام قنبلة نووية كهرمغناطيسية تعطل الاتصالات السلكية واللاسلكية وهذا حل قد تضطر له القيادة الروسية لوقف كافة أعمال تجسس الاستخبارات الغربية القريبة من الأراضي الروسية. أما الخيار الآخر فهو استخدام عدد من الرؤوس النووية التكتيكية في البحر لإغراق المدن الساحلية أو الدول التي تحيطها المياه من كل جانب، أما السلاح الأخر الذي قد تضطر إليه روسيا إذا لم تفلح السياسة الأميركية عن ثني الناتو عن الانخراط في الصراع الروسي الأوكراني، فيكمن في السلاح النووي النوعي وهنا نتحدث عن سلاح قريب من الدول المستهدفة لتعطيل الأنظمة الخاصة بإطلاق تلك الأسلحة.
لا ننس هنا ان عدد الرؤوس النووية الروسية يزيد عن تلك التي لدى حلف الناتو كما أن القوة التدميرية للرؤوس النووية الروسية أكبر.
فهل يحتكم الغرب إلى العقل ويحاور بوتين قبل فوات الأوان ويراعي المخاوف الأمنية الروسية بدل من الخضوع لساسة وتجار غربيين لا هَم لهم سوى الترويج للصناعات العسكرية إذ يؤمنون أنه لا اقتصاد دون حروب.

نقلا عن رأي اليوم

ثلاثاء, 11/10/2022 - 12:08