في الأردن.. أموات على قيد الحياة

سهير فهد جرادات

ألا يعد كل من يعيش في حالة توتر دائم وقلق من الحاضر وخوف على المستقبل ، ويتملكه شعور بالعجز لعدم قدرته على تلبية ابسط المتطلبات الحياتية الضرورية ، في ظل تآكل الرواتب وتعدد الضرائب ، وانحدار القوة الشرائية للدينار مع ارتفاع الأسعار ، وفقد الفرحة والبهجة وشعور المتعة بالحياة ..ألا يعد أنه بحكم ( الأموات على قيد الحياة !!) ..
الأردني وصل الى مرحلة فقد فيها طعم الحياة ، ولذة الاستمتاع بها لسيطرة الخوف من المجهول عليه وتوقع الأسوأ بعد أن فقد الثقة في الإصلاح ، وحق التعبير ، وتحقيق العدالة ، بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة ، وتهديده بفقد الأمن والأمان ، وتخوفه من انتشار المسؤول الفاسد ، وتفشي المحسوبية، وضعف الانتماء ، وزيادة الدين العام ، وخوفه من فقدان وظيفته وتبخر  أموال الضمان ( مدخراته ) ، وخوفه من (قروضه وفوائدها  ) التي تتعاظم دون استئذان، ومن زيادة الجريمة والتفكك الاسري وتراجع القيم والأخلاق ،  حتى أثر كل ذلك في حياته التي ما عادت سوى أيام يمضيها ، يقتل كل يوم بيومه !! وهل من حياته على هذه الشاكلة يعد انه على قيد الحياة ؟!!
ان عدم الاكتراث من قبل الدولة وأجهزتها في تبديد خوف المواطنين وقلقهم على مستقبل وطنهم ومصيرهم ، وهل سيبقى وطن لاولادهم واحفادهم ؟! بعد ان فقدوا متعة الحياة وهم على قيدها ، ورغم أنهم ما زالوا يتنفسون ، إلا أنهم اصبحوا أحياء على الورق بعد ان ماتت قلوبهم من اليأس والكبت والقهر ، وباتوا بحكم : احياء في حساب الأموات، أو أموات على قيد الحياة..

نقلا عن رأي اليوم 

ثلاثاء, 15/11/2022 - 16:09