هل انتصر الحوثيون فعلاً.. وكيف؟

بلقيس مالك الإرياني

القلم تلك الوسيلة العظيمه التي بها تسجل تاريخ الامم فحفظ من الضياع وبها استعاد صاحب حق حقه المسلوب
انه القلم من صور لوحات فنية من القصة والشعر متعة لبني البشر وبه تقاربت الامم وبه فتحت المدارس والجامعات ومراكز التثقيف والتعليم  وبه صاغت عقود تجارية وعقود التعاون بين الامم
 انه القلم من اصلح وطور انه القلم من نشر معلومة واوصل خبر انه من دون اختراعات العباقرة وسجل بحوث العلماء

 وبالقلم كتبت بداية حروب وبه كتبت اتفاقية سلام وبالقلم تكونت الاسر وكثر البشر
 انه القلم من اطاع الله وحفظ كتاب الخالق القران من الضياع افلا يستحق ان يسمي الله سورة في كتابه الاعظم باسمه؟
فما هي حالة القلم اليوم ذلك الوسيلة الاعظم وكيف اصبحت حالته  بين وسائل اخرى لبني البشر؟
حالة القلم اليوم لا تذكر فقد جرده الانسان من عظمته واصبحت حالته متغيرة عما كانت عليه سابقا مثله مثل بقية الاشياء التي اصبحت عرضة للتغيير فقد اتخذ صور اخرى متعددة في يومنا هذ فاصبح اصابع اليد التي تطبع واصبح صفيحة الكترونية واصبح حروف بلاستيكية واصبح قنوات فضائية وشاشة تعليمية الكترونيه
وكما اصبح الانسان اقل امانة وصدقا عما كان عليه في وقت مضى  اصبح قلمه بصوره الجديدة اقل امانة وصدقا ايضا  فوقع على صفقات بيع اسلحة الدمار والخراب لبني البشر وسجل خطط الحروب والهلاك لهم  ونشر اخبار كاذبة وتفنن في نشر الفتن وتعلم النفاق وعلمه واصبح ضرره اكبر من منفعته
ولكني اليوم  قررت ان استخدمه بامانة واكتب به كلمة صدق عن حرب اليمن لعل من اعنيهم يسمعونها
 وينظرو الى المسئلة المحزنه بجدية لايجاد حل سريع لها تلك الحرب التي بداءت بالقلم لا بالسلاح وستنتهي بالقلم لا بالسلاح كتبتها اقلام غير يمنيه وبخجل اقول شاركت في تنفيذها ووقعت عليها اقلام يمنية اظهرو من خلال تنفيذ خططها بانهم وحوش حيوانية باجساد بشريه فارغة رؤسهم من العقول الانسانية والشاهد على ذلك
صور الاف من اطفال اليمن يعانون سكرات الموت باجسادهم التي تحولت من حصارهم  الى هياكل عظمية تجاهد في اخراج ارواحها من اجسادها نتيجة سؤ التغذية وانعدام الادوية التي سببها حصار هؤلا السفاحين من اليمنيين وغير اليمنيين ولمدة ثمانية اعوام وهم يقتلونهم بهذ الاسلوب القذر
من يشاهد هياكلهم الصغيره وهي تجاهد في اخراج ارواحها ولديه ذرة واحدة فقط من الانسانيه لن بذرف الدمع عليهم بل سيجهش بالبكاء ولا يستطيع الا ان يقول  الا  لعنة الله عليهم
جملة يرددها اليمنيون وغير اليمنون هو ان الحوثيين خرجو من الحرب هذه بالانتصار
ولكن بعد مشاهدة  تلك الهياكل العظمية وصدورها تعلو وتهبط مجاهدة في اخراج الارواح منها وما زالت على هذه الحالة رغم الهدنه ورغم مرور ثمانية اعوام من الحرب جعلني اتسائل هل حقا انتصرو؟ وكيف حققو النصر وهذه الاجساد الصغيرة مازالت على هذه الحالة؟
لعل الغالبية يوافقني الراءي بان لا منتصر في حرب فكلا الطرفين يخرج منها وقد خسر شيئ مهما كانت قوته
وباعتبارنا ناس نؤمن بالله ونؤمن بالجزاء والعقاب في حياة اخرى كتبها الله وبما ان قتل النفس التي حرم الله اعظم الذنوب اذا فقتلها دون ذنب  لقاتلها الخسارة الكبرى وان انتصر في معركه
واي حرب لا تستمر الى مالا نهاية فسياتي اليوم الذي يقرر من بداءها ان ينهيها ليخرج منها الطرفان بخسارة هذه حقيقة يعرفونها ولكنهم يتجاهلونها لانهم سفاحين فلو اعترفو بها لما بداءت حرب على وجه الارض ولكن رؤسهم الفارغة ونفوسهم المتوحشه التواقة لشرب الدماء وتعذيب البشر هي من تدفعهم لاقامة الحروب
لذا فانتصار الحوثيون هو انتصار جزءي انتصار في البقاء وحكم شمال اليمن سوى كان هذ الانتصار بقدرتهم  او انهم ابقو عليهم لغرض في نفس يعقوب
اما ما خطط له المعتدي في حربه القذرة  فقد نفذ فدمر اليمن وقتل  شبابه وخلفو عاهات مستمرة وامراض جسدية ونفسية وباسف اقول بان ما يحزن اكثر في هذه الحرب هي ان معظم خطط المعتدي نفذتها ايادي مسؤلون يمنيين وافراد من الشعب يفتقرون الى الوعي والعقول السليمه
ولعل  احد اوجه هذه الخطط واكثرها قذارة هي خطة الحصار لمنع الغذاء والدواء لاطفال اليمن لقتلهم جوعا وتدمير جيل جديد بغرض اضعاف المجتمع لامد طويل ولعل هذه الخطه تكشف انعدام الانسانية فيهم ووصول انفسهم الى مستوى الحظيظ
نعم الحوثيون حققو انتصار البقاء وباصرارهم وقوة عزيمتهم وايمانهم بانهم سيحققون اهدافهم وقولهم للشعب لابد ان نكون احرارا ولا للمذلة استطاعو ان يجمعو الاراء الذي رضخت تحت سيطرة التبعية التي سيطرت عليهم ازمان طويلة وحرمتهم من اختيار حكومتهم التي ستحقق لهم ولابناءهم من بعدهم  حياة كريمه حرة لاذل ولا انحناء القامات فيها فساندوهم وبهم تقوو وبالشعب تحول اسمهم من جماعة الحوثيين الارهابيين الى حكومة صنعا الرشيده وبالشعب والتفافهم حولهم تكونت في الشمال حكومة تحمل فعلا مقومات الحكومة المسؤله فاصبح حال الشمال افضل من حال الجنوب وبداء الشعب اليمني في الجنوب يقارن حاله وحال الشمال فوجد بان هناك محاسن في الشمال لا توجد في الجنوب ولعل اهم هذه المحاسن الذي اسستها حكومة صنعا هي الاستقرار الداخلي في المناطق الشمالية
 كما ان مرور الوقت جعلهم يعون بان التدخل الخارجي لم يعمل على مساعدتهم بل ان هذ التدخل بشعاراته الكاذبه جاء لفصلهم بغرض تصغيرهم فيصبحوصيد سهل المضغ
 فبداءو بالالتفاف حول الحوثيين واصبح الحوثي اليوم بهم اقوى وقد انعكس اصراره في  تحرير اليمن من التبعية وبانهم احرار في تقرير مصيرهم عليهم ونمى الوعي لديهم بان هذه الحرب لم تاتي فقط للقضا على الحوثيين بل لتحطيم اليمن واليمنيين والدليل فرض الحصار ومنع صرف الرواتب  على شعب باكمله  لقتله جوعا  يا لها من خطة قذره
وقد جعلهم وعيهم بذلك اكثر تحديا واكثر التفافا حول الحوثيين  ولم يعد يهمهم مبادءهم الدينية التي كانو يرفضونها بالامس مادامو مصرين حقا على تحريرهم وما من شعب في وجه الارض الا ويرفض العبودية ويطالب بالحرية وان رضخ زمن لجبروت الطغاة فلابد ان ياتي يوم ويقول لم يعد هناك مكان يتحمل اكثر وهذ هو حال شعب اليمن اليوم
 ولعل هذ هو الانتصار الذي حققه الحوثون قدرتهم بتحويل شعب اليمن من ضدهم الى معهم وهو اين فشل وخسر من اقامو الحرب فاصبحت الحرب اليوم لا حرب ضد الحوثي ومع الحوثي بل حرب ضد شعب اليمن ومع شعب اليمن والاحداث التاريخية قد اثبت بان الشعوب هي المنتصرة على الطغاة
نشاهد اعضاء من جماعة الحوثيين ممن بدائو الحركة  يتحدثون على الانتصار وكما قلت بان الحوثيين انتصرو جزئيا وذلك في البقاء والتفاف غالبية شعب اليمن حولهم وهذ الالتفاف من وجهة نظري هو الانتصار الاكبر ومن حقهم ان يتباهو به فلو تذكرنا اول ظهور لهم كيف كانو قلة قليله لا يمتلكون من السلاح الا البنادق وكيف استطاع ابناء الجنوب ان يخرجوهم من الجنوب بايام قليله وكيف اصبحو اليوم من صناع الصواريخ والطايرات كل هذ بالتاكيد بشعب اليمن الذي كان في يوم ما رافض لهم واليوم اصبح يساندهم بسبب وعيهم بخطة الحرب القذره بالقضاء عليهم جوعا عن طريق الحصار
 المسؤلون في حكومة صنعاء عملو على مواجهة الحرب الميداني  بتطوير قدراتهم العسكرية فصتعو الصواريخ والطايرات ولكن هناك اوجه لخطط حربية  نفذها وما زال ينفذها  المعتدي  لم يهتم بها مسؤلي حكومة صنعا ومنها القتل جوعا والخسارة البشرية بغيرالاسلحه ولعل اكثرها وضوحا واكثرها الما خسارة هؤلا الاطفال ومشاهدتهم  يموتون جوعا من سؤ التغذية وانعدام الادويه بسبب الحصار
هذ الوجه في الحرب لم يعطها المسؤلون في حكومة صنعاء حقها الكافي في المواجهه وتحقيق الانتصار فيها بل اعتمدو فيها على المساعدات الخارجية التي لا تعالج المشكلة هذه المساعدات ماهي الا لملء البطون فيستطيع الجسم الحركة لا تعطي الجسم ما يحتاجه من الفيتمينات التي تساعده على النموو تحمي من التدهور والمرض
اليمنيون لا يحتاجون للمساعدة الخارجية في الغذاء اليمنيون يحتاجون الحكومة الرشيده التي تعرف الارض وما فيها من خيرات وكيف تستغلها لصالح الشعب
 الشعب اليمني يحتاج الحكومه تساعدهم ان يستغل خيرات بلاده المهملة لينتصر على خطة التجويع الذي يحاربونه بها
الارض اليمنية متنوعة التظاريس خصبة التربة صالحة لانتاج محصولات زراعية متنوعة على مدار السنه واسعة بالنسبة لعدد السكان وما على الحكومة الا ان تمكن افراد من الشعب من الارض المهملة لزراعتها
ليواجهو حرب التجويع وينتصرو عليها
واذا كانو قد استطاعو ان يصنعو الصواريخ والطايرات لمواجهة حرب السلاح فبمقدورهم ان يمكنو افراد من الشعب من الارض المهملة لمواجهة حرب التجويع
 واذا كانو قد استطاعو ان يصنعو الصواريخ والطايرات فابامكانهم ان يصنعو لبن الرضع لينقذوهم من الموت جوعا  بل وبامكانهم تصنيع الادوية اليمن تمتلك القوة البشرية والعقلية والمواد  للقيام بذلك وما عليهم الا ان يثبتو ما يقولونه  بانهم جاءو من اجل خير الشعب ويمكنو افراد الشعب من السبل المتاحة في الارض يعملون بها ليخرجو انفسهم من الوضع المؤلم الذي يعيشونه
نعم هم افراد من هذ الشعب من واجبهم ان يفعلو لخيرهم باعتبارهم افراد من الشعب ولكن كما يشبعون بطونهم ويغذون اجسادهم عليهم ان يعملو جاهدين كمسؤلين على اشباع وتغذية اطفال اليمن الذين تحولو الى هياكل عظمية من الفاقة وسؤ التغذية فبعملهم ذلك يحققو  الانتصار على وجه من اوجه الحرب واكثرها قذارة الا وهي القتل بالتجويع

نقلا عن رأي اليوم 

ثلاثاء, 29/11/2022 - 09:31