يتوقع أن تمتلك المدن الذكية المستقبلية روبوتات آلية ترد على المكالمات الهاتفية المخصصة للطوارئ، وسيارات أمنية ذاتية القيادة، وكاميرات فيديو ذكية ضمن الدوريات ترصد وتحلل وتكتشف الأخطار المحتملة وهي تجوب شوارع تلك المدن.
كما يتوقع أن تمتلك تطبيقات للهواتف الذكية تتفاعل مع نظم المدن الذكية بهدف رصد ومعالجة البيانات وحفظها فورًا، وتقنيات توأمة رقمية ترصد وتراقب المدينة بشكل متواصل وتتنبأ بالجرائم والكوارث قبل وقوعها، ونظام ميتافيرس لتدريب العاملين في الأمن والشرطة وتقديم الخدمات للجمهور، بالإضافة إلى توفير مستوى عال من أمن المعلومات.
أهم 5 ابتكارات ترسم ملامح أمن المدن الذكية
لا يقتصر الابتكار على استخدام أحدث التقنيات فحسب، بل يتعلق أيضًا بإيجاد طرق جديدة للقيام بالأشياء بشكل أفضل.
يمكن أن تأخذ الابتكارات شكل مفاهيم جديدة أو طرق جديدة أو أدوات جديدة. لكن الابتكار يعمل بشكل أفضل عندما تجتمع كل هذه الأشكال معًا لتمكين الشرطة ومؤسسات إنفاذ القانون من امتلاك رؤية أوضح وتأثير أكبر من أي وقت مضى. وإليكم تعريفا بأهم الابتكارات:
التكنولوجيا كشريك في العمل الأمني
تساعد التقنيات والممارسات الجديدة المبتكرة، كاتصالات الجيل الخامس (G5) والواقع المعزز (Augmented Reality) رجال الأمن والشرطة أن يروا ويسمعوا ويتصرفوا بطرق كانت مستحيلة في السابق.
يمكن للشرطي الذي يصل إلى موقف غير مألوف الآن استخدام نظارات الواقع المعزز لرؤية المعلومات ذات الصلة كالمكالمات السابقة المنطلقة من المبنى الذي وصل إليه، أو العثور على كافة مخارج هذا المبنى، أو الاطلاع على تاريخ الجرائم الحديثة المرتكبة ضمن المبنى.
يمكن لرجال الأمن والشرطة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من جهة وخدمة الجمهور بشكل أفضل من الجهة الأخرى، إذ يمكنهم الاطلاع الفوري على الحالة الصحية الجسدية والعقلية لشاغل المنزل الذي يتوجهون إليه، فإذا وجدوا لديه تاريخًا من الحالات الصحية الحرجة، فيمكنهم على الفور طلب العلاج المناسب لتوفير الوقت، وربما لإنقاذ حياته.
يمكن للتكنولوجيا الجديدة أيضا توفير نسخ احتياطية رقمية للمشهد بأكمله. ويمكن برمجة الطائرات الصغيرة دون طيار ذاتية التحكم، على سبيل المثال، لمتابعة رجال الشرطة، واستكشاف مواقعهم مع تصوير فيديو مستمر حتى لا يضطر أي شرطي إلى الدخول في أي موقف محفوف بالمخاطر بمفرده.
الذكاء الاصطناعي كمحرك للشرطة التنبؤية (Predictive Policing)
العالم اليوم مليء بالبيانات التي يتم جمعها من مصادر عديدة ككاميرات الجسم وقارئات لوحات السيارات وكاميرات الفيديو وأجهزة الاستشعار الأخرى الذكية، إلخ، ما يولد كمية هائلة من البيانات يوميا.
يعتمد نجاح إستراتيجيات العمل الأمني في المستقبل على القدرة في تسخير هذه الكميات الهائلة من البيانات بسرعة وكفاءة لدعم التحقيقات وتنفيذ الإجراءات اللازمة.
يتعذر على أي إنسان سبر تلك الكميات الكبيرة من البيانات، حتى لو كرّس عمره كاملاً لذلك، ولهذا سيكون الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي عاملين أساسيين في التحقيقات المستقبلية، والتنبؤ بالجرائم، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي من خلال تحليل الأنماط وخلاصات أجهزة الاستشعار وقواعد بيانات السجلات، أن يساعد السلطات في تحديد الأماكن الحرجة، والعثور على الروابط الرئيسية بين المشتبه بهم، واستكشاف رؤى أخرى مخبأة في بحر البيانات.
الاستشعار الموزع (Distributed Sensing)
بالإضافة إلى العدد الكبير من أجهزة الاستشعار التي تستخدمها المدن الذكية، بدأ ينتشر نوع آخر، هو الاستشعار الموزع وهو تقنية متقدمة تستخدم كابلات الألياف الضوئية كعنصر استشعار لرصد واكتشاف والحد من المشكلات البيئية والصناعية.
توفر هذه التقنية قياسات مستمرة في الوقت الفعلي على طول كابل الألياف الضوئية، على عكس المستشعرات التقليدية التي تعتمد على أجهزة استشعار منفصلة لقياس الأوضاع في نقاط محددة مسبقا.
تستخدم هذه التقنية لاستشعار درجات الحرارة والضغط والأصوات ومراقبة واكتشاف الأعطال في الأعمال الصناعية الحساسة. يتم ربط المعلومات التي يبثها الاستشعار الموزع بالمعلومات المتصلة المسجلة في قواعد بيانات المدينة الذكية، ومن ثم إرسال دورية إلى المكان المناسب وفي الوقت المناسب لمعالجة المشكلات التي قد تحدث، إن تطلب الأمر ذلك.
الشرطة القائمة على الأدلة (EBP)
ترتكز الشرطة القائمة على الأدلة على فكرة أن الأمن والشرطة وطاقم القيادة لا يجب أن يكونوا مسلحين فقط بالمعدات المناسبة، ومعرفة القانون، والإجراءات المناسبة، والحماية الدفاعية، ولكن يجب أن يكون لديهم أيضا قدر كبير من المعرفة بالتكتيكات والإستراتيجيات التي ترفع مستوى عمليات مكافحة الجريمة وتوفر إمكانية اتخاذ قرارات دقيقة أثناء تسيير الدوريات أو إجراء التحقيقات.
تستعين الشرطة القائمة على الأدلة بالتحليل الإحصائي والبحث التجريبي للوصول إلى استنتاجات واقعية وتصحيح وتحسين سياسات وممارسات وقرارات الشرطة.
يمكن تحقيق ذلك باستخدام برمجيات ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق. وسوف ينجم عن ذلك إرشادات بشأن أفضل الممارسات الشرطية وتحديد الأماكن والأوقات الأكثر احتمالاً لوقوع حوادث ونشاطات إجرامية أو مخلة بالأمن.
ويفضل تعزيز ذلك من خلال التعاون مع الأكاديميين والشركاء الآخرين. هذا هو بالضبط ما وجدته الشرطة الوطنية لنيوزيلندا عندما أنشأت مركزًا للشرطة قائما على الأدلة.
الأنماط الجديدة لمشاركة المجتمع
يتحسن أمن المدينة الذكية مع تحسن علاقة السلطات بالمجتمع، ويمكن لسلطات المدينة توظيف التكنولوجيا المتطورة لمساعدة الأشخاص على تلبية احتياجاتهم بشكل مباشر، وبالتالي تطوير علاقاتها مع المجتمع.
يمكن مثلاً توفير تطبيقات تسمح للمواطنين بالإبلاغ عن مشكلات بسيطة مثل الكتابة على الجدران أو عن ممارسات غير مرغوبة من قبل رجال الأمن والشرطة وبشكل آنيّ. كما يمكن أن يساعد الجمع بين الأساليب المبتكرة في إعادة تحديد هذه العلاقات من خلال تغيير الأساليب والأوقات التي يتفاعل فيها رجال الأمن والشرطة مع السكان.
العوامل السبعة المطلوبة لإدارة أمن المدن الذكية
– اتصال سريع عبر شبكات الجيل الخامس وما بعد (5G and beyond).
– عدد كبير مترابط من أجهزة ومستشعرات إنترنت الأشياء (IoT) تعمل عبر شبكات الجيل الخامس.
– شبكة استشعار موزع (Distributed Sensing) لرصد درجات الحرارة والضغط والأصوات وأعطال الأعمال الصناعية الحساسة، لحظة بلحظة.
– قاعدة بيانات ضخمة (Big Data) تضم وتربط كافة المؤشرات التي يتم جمعها.
– برامج تحليلية ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق (Deep Learning).
– قوة حاسوبية (Computing Power) توفر معالجة آنية سريعة لعدد كبير من المتغيرات.
– أمن المعلومات عبر استخدام تقنية سلسلة الكتل (blockchain).
المصدر : الجزيرة
نقلا عن الجزيرة نت