قال النائب عن مقاطعة الطينطان سيدي محمد ولد السيدي إن عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني عرف إنجازات مشهودة في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف ولد السيد في مقابلة مع "الصحراء"، أن كل القطاعات شهدت تنفيذ مشاريع مهمة خدمة للتنمية واهتماما بالمواطنين، خلال السنوات الثلاث المنقضية من حكم الرئيس ولد الغزواني.
وفيما يلي نص المقابلة:
"أهلا بكم متابعينا، إلى هذا اللقاء الخاص الذي نستضيف فيه نائب مقاطعة الطينطان ورجل الأعمال سيدي محمد ولد السيدي، وسنتطرق في هذا اللقاء لجوانب مختلفة، يتعلق بعضها بواقع دائرته الانتخابية، والآخر بالساحة السياسية في موريتانيا.
بداية.. ماذا عن أبرز المشاكل التي يعاني منها المواطن في مقاطعة الطينطان؟
أولا وقبل الرد على سؤالكم، بودي أن أشكر مؤسستكم الرائدة على هذه السانحة وأنتهز هذه الفرصة لأرحب بفخامة رئيس الجمهورية في ولاية الحوض وأتمنى له مقاما سعيدا وعملا موفقا ومسيرة مظفرة.
فيما يتعلق بسؤالكم، لا يمكن حصر المشاكل التي يعاني منها سكان الطينطان، وذلك انطلاقا من أنني أريد للمقاطعة أن تكون على قدر طموحنا لها في أن تتصدر المؤشرات في كافة المجالات (التعليم الصحة الزراعة الرفاه الاجتماعي) وهو طموح لم نصل بعد، رغم سعينا الدؤوب في سبيل تحقيقه ورغم العناية الكبيرة التي يولي رئيس الجمهورية لرفاه البلد بشكل عام ولهذه المنطقة الرعوية بشكل خاص.
ومن المطالب الملحة لساكنة الطينطان وأطويل والتي نرجو من الحكومة الاستجابة لها في أسرع وقت ممكن:
- فك العزلة عن مناطق واسعة من مقاطعتي الطينطان واطويل عن طريق برمجة وتسريع تنفيذ طريق الطينطان-اطويل.
- مد مياه بحيرة أظهر لتصل المقاطعتين وضواحيهما.
- زيادة الاهتمام بالزراعة المطرية خصوصا أنها ذات جدوائية كبيرة ولا تحتاج تكلفة مالية حيث يكفى توفير البذور والسياج والخبراء الزراعيين، لتحقيق نهضة زراعية في المنطقة.
- بذل جهود مضاعفة لحماية المراعي ومكافحة الحرائق، دعما للمنمين في هاتين المقاطعتين.
مثلتم مقاطعة الطينطان على مدى 15 سنة الماضية، ماذا تحقق خلال هذه الفترة؟
بالنسبة لما قدمته للطينطان طيلة وجودي في البرلمان فإن المجال يضيق عن ذكره، وهو منشور في الإعلام لمن يريد الاطلاع على تفاصيله كما أنه معروف لدى سكان المنطقة وهم المستهدفون به أساسا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: فقد تبرعت براتبي كاملا وجميع العلاوات البرلمانية منذ 15 سنة لصالح تنمية المقاطعة ومؤازرة المحتاجين فيها، وعينت لجنة لتسييره وحصر احتياجات الساكنة وترتيب أولوياتها، وقد قررت توجيهه هذه السنة لدعم النشاط الزراعي بالمقاطعة التزاما بتعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بضرورة الاستثمار في قطاع الزراعة من أجل اكتفاء البلاد الذاتي في مجال الغذاء.
وبالإضافة لذلك، تم إنفاق أضعاف مداخيل البرلمان (الراتب + العلاوات) في سبيل تنمية المقاطعة ودعم سكانها، وسيتبين ذلك من خلال الحصيلة التي ستنشر للرأي العام.
وفي هذا الصدد، قمت باستصلاح أراضي زراعية في مقاطعتي الطينطان واطويل ضمن الحملة الزراعية لهذه السنة، وتوفير آلاف المترات من السياج.
كما قمت، ببناء مراكز صحية ومدارس وتشييد آبار ارتوازية مزودة بشبكات توصيل للمنازل، وتنظيم حملات سقاية في مدينة الطينطان وعدد من القرى والبلديات التابعة لها.
وقد حرصت خلال العقدين الماضيين على مؤازرة المواطنين بمقاطعة الطينطان من خلال توزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة وتوفير البعض الآخر بأسعار رمزية لدعم استقرار السوق وتفادي المضاربات بأسعار المواد الأساسية، إضافة إلى التدخل في حالة الكوارث لمساعدة المنكوبين.
وفي مجال التعليم، أطلقت مبادرة لتشجيع التعليم عن طريق تكريم المتفوقين بالمؤسسات التعليمية في المقاطعة وتنظيم مسابقات في حفظ الفرآن والعلوم الشرعية تستفيد منها جميع محاظر المقاطعة.
كما عملت على توفير باصات بقدر كاف لنقل الطلاب مجانا لجميع المؤسسات التربوية في مدينة الطينطان، هذه السنة؛ إضافة إلى بناء العديد من الفصول المدرسية في الكثير من القري.
السيد النائب الانتخابات على الأبواب... ماهي خططكم، هل تنوون الترشح مرة أخرى؟
أنا جاهز دائما لخدمة مقاطعتي ووطني بشكل كامل بكل ما في وسعي، وأعتز بما قدمته خلال مأمورياتي البرلمانية السالفة ومستعد لتقديم المزيد؛ وبالنسبة لقرار الترشح فإنه بيد حزبنا حزب الإنصاف فإن قرر الحزب ترشيحي فإن ذلك سيكون شرفا لي، وإن رأى غير ذلك فإنني أدعم خيار الحزب في الترشيحات وملتزم به بحول الله.
شاهدنا مؤخرا تغييرات كبيرة على مستوى الحزب الحاكم، كيف تنظرون لموقع حزب الإنصاف في المشهد السياسي خلال الانتخابات القادمة؟
مما لا شك فيه أن حزب الإنصاف يتمتع بغالبية مريحة في جميع مناطق البلاد، وهذا ما عبرت عنه الأنشطة الجماهيرية التي نظمها الحزب في مختلف المقاطعات والتجمعات السكانية في ربوع الوطن، فقد اظهر غالبية المواطنين دعمها لتوجهات الحزب الداعمة لبرنامج رئيس الجمهورية "تعهداتي"، وسياسة الحكومة، وهو دعم سينعكس بكل ثقة وقوة إن شاء الله على المكانة الانتخابية للحزب في الاستحقاقات المقبلة التي نتوقع أن يحصل فيها علي جميع المقاعد الانتخابية التشريعية والجهوية والمحلية.
الحديث عن حزب الإنصاف؛ يقودنا للسؤال حول تقييمكم للوضع السياسي العام في البلد؟
مما لا يخفى على الجميع أن البلاد تعيش حالة من التوافق والانفتاح والانسجام الكبير بين مكونات الطيف السياسي، منذ تولي رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني سدة الحكم، بفضل الرؤية السياسية المتبصرة للرئيس المبنية على مبدأ الانفتاح والتشاور مع المعارضة وإشراكها في اتخاذ القرارات المصيرية للبلد، هذا الانسجام الذي توج بتنظيم حوار سياسي شامل لا يستثني طرفا ولا يحظر موضوعا، ثم التشاور السياسي بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية حول التحضير المشترك للاستحقاقات الانتخابية التشريعية والمحلية والجهوية المقبلة، هذا التشاور الذي أفزر تشكيل لجنة مشتركة بين الأغلبية والمعارضة للإشراف على الانتخابات، إضافة إلى توسيع تمثيل الشباب في المناصب الانتخابية عبر استحداث لائحة للشباب، وإشراك ذوي الهمم في المراكز التشريعية من خلال فرض تمثيلهم في اللوائح الانتخابية؛ إضافة إلى العمل على تعزيز الشفافية وتجذير الديمقراطية، من خلال الاتفاق على التسيير المشترك للانتخابات.
السيد النائب أكثر من ثلاث سنوات مرت على تولي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للحكم، كيف تقيمون هذه الفترة؟
عرفت البلاد في ظل حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إنجازات مشهودة في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية.
فقد شهدت كل القطاعات تنفيذ مشاريع مهمة خدمة للتنمية واهتماما بالمواطنين، وهي إنجازات لا يمكن الإطالة عليكم بسردها ككل وذكرها.
هل تتفضلون بذكر نماذج من الانجازات التي تحققت والنواقص التي يجب التغلب عليها خلال ما تبقى من عمر المأمورية؟
من أبرز المجالات التي نستحضرها هنا على سبيل المثال لا الحصر:
- مجال التعليم: حيث تمت المصادقة على قانون إطاري لإصلاح النظام التربوي يقضي بقيام مدرسة جمهورية تمحى فيها الفوارق الاقتصادية والاجتماعية وتقدم تعليما نموذجيا في جميع أنحاء الوطن مع التركيز على البنية التحتية المدرسية وتكوين الكادر البشري وتحسين ظروف المدرسين.
- مجال الصحة: فقد قامت الحكومات في عهد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بوضع خطة استراتيجية طموحة لإصلاح النظام الصحي بالبلاد، وتوفير الأدوية ذات الجودة العالية بأسعار مناسبة، إضافة إلى العناية بالطاقم الطبي وشبه الطبي في البلد، وتعزيز البنية التحية الطبية في مختلف مناطق البلاد.
- مجال الزراعة: فقد أشرف رئيس الجمهورية بنفسه على إطلاق الحملات الزراعية ورصد مبالغ معتبرة لتطوير الزراعة في البلد، متخذا من الوصول للاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية هدفا استراتيجيا يسعى لبلوغه قبل انتهاء مأموريته الأولى، وقد عبأت الحكومة الوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف، كما بذل القطاع الخاص جهودا كبيرة في هذا المجال، ما يعد بنهضة زراعية مشهودة على المدى المتوسط والبعيد.
وقد تحدث رئيس الجمهورية في خطابه الأخيرالموجه للأمة بمناسبة عيد الاستقلال الوطني عن حصيلة الإنجازات في جميع القطاعات، وأنا متأكد أن ما تبقى من المأمورية سيمثل فرصة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأ رئيس الجمهورية إرساءها منذ انتخابه 2019.
السيد النائب كيف تقيمون الوضعية الاقتصادية للبلد في الفترة الحالية؟
بالنسبة للوضع الاقتصادي، فقد شهدت البلاد نهضة اقتصادية، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في مناطق متعددة من البلاد، إضافة إلى ارتفاع معدلات النمو، وامتلاك البلاد معدلات معتبرة من العملة الصعبة؛ علاوة على تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص وما أنتجه من تعزيز الاستثمار في البلاد وتوفير مزيد من فرص العمل.
السيد النائب ما تعليقكم على خطاب الرئيس بمناسبة عيد الاستقلال؟
كان خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى ال62 لعيد الاستقلال الوطني خطابا تاريخيا وأبان عن مدى الأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية لمتابعة الحياة اليومية للمواطن الموريتاني، فقد مس الخطاب واقع المواطن واحتياجاته في مرحلة تظللها الكثير من التحديات، كما اعتمد رؤية شاملة للتعاطي مع الأزمات القائمة و المحتملة.
كما أبرز الخطاب في جرد معزز بالبيانات والأرقام، حصيلة عمل حكومي متكامل شامل مبينا حجم الخطط والأموال التي رصدتها الدولة لتنفيذ حزمة البرامج والمشاريع الاجتماعية والتنموية الهامة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في وقت تعاني فيه جميع دول العالم، من تداعيات أزمة جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا..