بعد ساعات سيتم حسم رئاسة حزب (تواصل) في أعقاب مؤتمره الرابع..
يأمل الرعيل الأول "المغاضب" أن يضغ المؤتمرون حدًا للونيين والعرقيين الذين لم يتمكن الرئيس المنتهية ولايته من ترويضهم، كما لم يتمكنوا من إقحامه كليًا في مسعاهم لإخراج الحزب من التوجه المحافظ، الراغب في مزيد من التغلغل في المجتمع.
صحيح أن ترشح ولد الغزواني للرئاسة ابتداء وانتهاجه سياسة التهدئة كان لهما بالغ الأثر في الارتباك الذي واكب به حزب تواصل حملة الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة، وما خلفته من جفاء بين القادة المؤسسين، وجماعة ولد سيدي التي يقودها بدون منازع كل من السالك ولد سيدي محمود وأحمدو ولد الوديعة، والوزير حبيب ولد حمديت( الأخير أكثر مرونة)، وبالطبع وصل الجفاء حد هجران الصف الاول من القادة المؤسسين لكل نشاطات الحزب..
لم يحسم الأمر بعد، ولكن ترشيح ولد سيد المختار (أمادي) لرئاسة الحزب، يبدو خيارًا لدى تيار عريض، قد يستفيد من زهد منافسه ولد سيدي في رئاسة الحزب..
النائب والقيادي شيخاني ولد بيبه، الذي كفر بولد سيدي محمود وولد الوديعة ، كتب مرحبًا بالمرشح (أمادي) واصفًا إياه بأحد أكبر علماء البلد، وأن الله جمع له العلم الواسع والعقل الراجح والفهم السديد والفكر النير "وقد حباه الله بخلق نادر ورحابة صدر وصدق حديث وعفة لسان وزهد في الدنيا" .
ولد بيبه، وهو بهذه او تلك، لسان العديد من القادة من أمثال جميل منصور وغلام وغيرهم، قال إن المرشح امادي سيجمع الله به الكلمة وتتوحد عليه القلوب وسيرحب بالجميع دون إقصاء ولا تهميش ليجدوا في عهده صدرا رحبا ونفسا طيبة تقبل الرأي الصحيح وترفض التحكم والاستحواذ وتأنف من الانفرادية والاحتكار والهيمنة .
ولقد عرفناه من الذين لا يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ويرعون الله في كل مواقفهم" على حد تعبيره.
الشيخاني، قال إنه لا يشك لحظة أن امادي لن يلتفت إلى ذاته لتضخيمها بما ليس له فهو بعيد من تلك الأمراض بفضل الله .وإنما سيعمل على بناء الحزب وتكوين قيادات عليا وقاعدية تكون رافعة للحزب وطريقه للنهوض من جديد .
هذا مقطع عرضي من طموحات المغاضبين، يحمل أكثر من رسالة إلى القيادة المنصرفة، ويرد على دفاعات ولد سيدي عن فريقه ورفقائه في تسيير السنوات الخمس الماضية، لكن الأسئلة المطروحه:
بأي فريق سيدير أمادي مأموريته في الرئاسة؟ ولماذا يقتصر التنافس في المؤتمر الراهن على رجلين من ولاية لعصابه (ولاية الرئيس ولد الغزواني)؟
وهل سيترتب على نتائج المؤتمر الراهن خروج مغاضبين في الطرف الآخر، في وجه انتخابات نيابية ومحلية يسعى الحزب للحصول فيها على مكاسب سياسية جديدة؟
والخلاصة أن حزب تواصل، أتفقنا ام اختلفنا على برغماتيته ، يبقى الحزب الوحيد المؤسسي، الذي لا يفجر في الخصومة، ويحترم الآجال القانونية لمؤتمره العام.