ممر شرفي...

أقريني امينوه

تبخر صديقي فى باحة الجامعة بعد امتحان القانون المدني فى صيف 2008؛ تبخر حرفيا.
قال جملة واحدة وغاب الى الأبد .
القانون المدني "ماتجيه الفلسفة".
===
كان صادقا؛ فالمادة جافة ومنطقها القانوني لايستهوي الطلاب عادة، واصلنا تسلق سنوات الجامعة المتبقية بكثير من الأنشطة الطلابية فى الحرم الجامعي لكي نتجرع  مرارة التخصص وخلوه من التشويق .
===
تخرجت دفعتنا فى يوم من أيام يوليو اللزجة...تلك التى يعتقد المرأ فيها أنه اقترف جرما؛ والحقيقة أنه تخرج فقط من جامعة نواكشوط!
===
ملأت الدفعة شوارع نواكشوط كمتظاهرين دائمين فى السنوات اللاحقة؛فأغلبهم أصبح من عمال دكاكين أمل الذين يطالبون بالترسيم منذ مقتل كبولاني.
===
شاخوا على مهل فى هجير الشارع المقابل للوزارة الأولى ، وظهروا فى عشرين نشرة أخبار و124تقرير تلفزيوني وتدخلوا فى 208 برنامج إذاعي قبل أن تصمت الإذاعات الخاصة والى الأبد
===
فى خضم اتون الوحدات القاعدية للحزب الحاكم الأخيرة،ظهر الطالب الذي هجر الجامعة بسبب القانون المدني كأكبر مستثمر فى سوق بطاقات التعريف واستطاع أن يدخل الساحة السياسية من ممر شرفي عجز عنه الكثيرون؛ لكنه مازال يتذكر ذلك السؤال شديد التركيز فى القانون المدني:
الخطأ الجسيم؟

خميس, 05/01/2023 - 13:05