تابعت خرجة الرئيس السابق الأخيرة عبر صفحته على فيسبوك، والتي قد تكون الأخيرة له قبل مثوله أمام محكمة الفساد، حيث تحدث فيها بإسهاب لمدة أزيد من ساعة حتى بدا كما لو أنه لم يعد لديه ما يقوله.
من حيث الشكل:
- ظهر أكثر ارتياحا منه في خرجته القصيرة المتوترة أمس وبمعدات إضاءة وصوت جيدة.
من حيث المضمون:
- يمكن القول إن الجديد في خرجته هو حديثه المباشر وبالاسم لأول مرة عن الرئيس غزواني واصفا إياه بالضعف والفساد.
- رغم قناعتي بعدم وجاهة قصة محاولة الهروب التي أثارها خصومه إلا أنها اخترقت خطابه إعلاميا حيث ذكرها أكثر من مرة مفندا لها.
- خلال ساعة ونصف لم يذكر ولد عبد العزيز شخصا واحدا بخير، لا ممن عملوا معه أو عايشوه في السابق ولا ممن يدعمونه حاليا، بل تحدث كما لو كان المصلح الوحيد: البرلمان فاسد ومأجور، الأحزاب مفلسة ومتآمرة، كأنه يريد أن يقول: ما علمت لكم من مصلح غيري.
- بكاء الجنرالات حسب تعبيره، وبدون استثناء، مطالبين ببقائه مستغرب خاصة أن الأمر يتعلق بالجميع حسبما عبر هو وكرر، وأقل ما يمكن أن يقال عن حديثه هذا أنه لا يخلو من مبالغة.
- بدا عزيز كما كان وفيا لسلاحه الذي استخدمه ضد ولد غده وولد الطيب وولد الوقف وهو سلاح المكالمات وتسريبها أو تسريب محتواها، "تسجيل كلام الوالي حول منع مهرجان الرباط في مكان آمن خارج البلد"، تسريب فحوى مكالمة خاصة مع غزواني "قال لي في ثلاث مكالمات متفرقة إن ولد داداه وولد مولود وبيرام حرضوه على تجريدي من أموالي وعبر لهم عن ثقته في مصادر أموالي.
- أهم جديد هو إعلانه عن الاستعداد للحديث أمام المحكمة، وإن كان أتبع ذلك بحديث قد يصلح بمنطق الإعلام والسياسة لكن لا قيمة له في اعتبار المحاكم والقانون: "إذا برر فلان مصدر نصف ثروته بررت أنا مصادر ثروتي كاملة، وكأن جريمة فلان إن ثبتت مقنعة ومبررة لأن يرتكب علان جريمة أخرى".
- كان صادقا حين قال: "أنا گاع الظروف الصعبة ماني حاس بيه كاعد فدار … يغير المواطنيين تعبتهم".
- لم نجد جوابا للسؤال البسيط الذي يطرحه الجميع بإلحاح منذ أول يوم، وهو من أين لك هذا المال الذي كررت الاعتراف بامتلاكه والاستعداد لتبريره.
- سيكون من المفيد أن تمنحه المحكمة الموقرة الوقت الكافي الذي طلبه لبيان مصادر أمواله.