في أجواء المحاكمات الكبرى نتذكر الراحل جاك فيرجيس.

محمد المامي مولاي أعلي

محامي الرعب او محامي الشيطان كما يلقبونه، دافع عن كارلوس المتهم بارتكاب جرائم القتل المتعددة والتفجيرات وأسر الرهائن، والنازي كلاوس باربي، ونظام الخمير الحمر، كما دافع عن الفلسطينيين والجزائريين المقاومين للإستعمار الفرنسي، وعمر الرداد البستاني المغربي، مجسدا بذلك المعنى الحقيقي لاستصحاب قرينة البراءة الأصلية - مهما كانت التهمة- والتي لاتنتفي إلا بالإدانة النهائية.

 ألف عدة كتب من بينها " العدالة لعبة" و" جرائم الدولة" و " الأخطاء القضائية" و " عمر قتلني"، وقد خطط الموساد لقتله أكثر من مرة.

ناهض الاستعمار الفرنسي في الجزائر ودافع عن المناضلة جميلة بوحريد، حيث عاند القضاء الفرنسي الاستعماري بطريقة استفزازية دفعته مرات لإنشاد النشيد الوطني الجزائري أمام المحكمة في محاولته لإنقاذ جميلة من حكم الإعدام، ونجح في ذلك واعتنق الاسلام وتزوج منها وأنجبا ولدين.

تأخذ عنه حين تقابله انطباعا غريبا، فتحس أنه يجمع بين الحكمة الهادئة الباردة وبين التمرد المجلجل العاصف، وتلمس فيه أريحية الشخص الصريح، وسحر الشخصية الغامضة، وذلك الخليط العجيب بين الشفافية والتعتيم.
جمعتني معه هذه الصورة سنة 2009 بقصر العدالة بنواكشوط.
ورحل سنة 2013 عن  عمر يناهز 88 سنة.

جمعة, 10/02/2023 - 13:21