من المقرر أن يشارك الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الاثنين المقبل، في قمة مجموعة الساحل الخمس، المنعقدة بالعاصمة التشادية نجامينا، في ظل توافق أعضاء المجموعة على تسليمه رئاستها الدورية.
وسيكون أمام الرئيس غزواني، مهمة صعبة تتمثل في ترتيب البيت الداخلي للمجموعة، التي واجهت ظروفا عصيبة خلال العامين الماضيين بدأت بالانقلاب في مالي ومقتل رئيسها الدوري إدريس ديبي ثم الانقلاب الثاني في مالي والانقلابان في بوركينافاسو.
مجموعة ميتة
"مجموعة الخمسة ماتت"، هكذا قال الرئيس النيجري محمد بازوم في مايو الماضي بعيد إعلان انسحاب مالي من المجموعة مبرّرة بعدم تمرير الرئاسة الدورية إليها وفق نصوص المجموعة بعد انتهاء ولاية اتشاد.
لكن بازوم، نفسه، عاد بعد أشهر ووعد بإعادة المجموعة إلى "الحياة" خلال قمّة جمعته بنظيره التشادي محمد ديبي الرئيس الدوري للمجموعة حيث تولّت بلاده الرئاسة الدورية منذ فبراير 2021 في شخص والده الراحل إدريس ديبي.
عقبات في وجه الإحياء
جهود إعادة إحياء المجموعة واجهت عقبتين. أولاهما صعوبة إن لم يكن استحالة استمرار المجموعة من دون مالي التي تتقاسم حدودا شاسعة من ثلاث من دول المجموعة وهي تشكل بؤرة نشاط الجماعات المسلّحة ولا يمكن لأي جهد في مكافحتها أن يكون فعّالا بدونها.
أما العقبة الثانية فتمثلت في توتر العلاقات بين مالي والنيجر بشكل خاصّ والذي لحد التراشق بينهما على منبر الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي.
هل تكسب موريتانيا التحدي؟
عقبتان يبدو أن قادة المجموعة يرون أن حلهما قد يكون في يد الرئيس الموريتاني بفضل علاقاته الجيدة مع العسكريين الماليين، حيث لم تشارك موريتانيا في الحصار الغرب إفريقي على باماكو وتبادل الطرفان زيارات عدة على مستوى وزاري.
وهكذا، بناء على اقتراح وزراء الخارجية بعقد قمة للمجموعة؛ يبدو أن هناك توافقا على تجاوز نصوص المجموعة وتسليم الرئاسة الدورية بعد قمة انجامينا التي ستنعقد يوم 20 فبراير الجاري إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي سيكون عليه تفعيل المجموعة، وإقناع المجلس العسكري الحاكم في مالي بالعودة إليها، فهل ستنجح موريتانيا في كسب هذا التحدي؟
