القارة السمراء " كينيا " تحتج ضد المنافسين الصينيين من المسؤول على ذلك ؟

نور ملحم

حالة من التوتر الكبير يصيب العلاقات التجارية ما بين الصين وكينيا ففي الوقت الذي يزور فيه وفد صيني رفيع المستوى لكينيا للإطلاع على المبادئ التوجيهية للمؤتمر الوطني الذي سيعقد بين البلدين كانت نيروبي عاصمة كينيا تعج بالاحتجاجات رافضين التواجد الصيني . 

في السنوات الأخيرة، عملت الحكومة الكينية بشكل وثيق مع الصين لزيادة التجارة والاستثمار، لكن تدفق تجار التجزئة الصينيين إلى السوق الكينية أصبح نقطة خلاف حيث يشعر العديد من التجار المحليين بأنهم مستبعدون ومهمشون
وكان قد انتقد التجار الكينيون حقيقة أن أسعار المنتجات اليومية المستوردة من الصين في متاجر التجزئة الصينية سكوير كانت أرخص بنسبة 50٪ في المتوسط من أسعار التجار المحليين، باعتبارها منافسة غير عادلة، في ظل تزايد عدد الشركات الصينية في البلاد.
الصين هي الشريك التجاري الأكبر لإفريقيا ويقدر أن أكثر من مليون صيني يعيشون في القارة، وكانت علاقة كينيا بالصين محط تركيز في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها وليام روتو العام الماضي، حيث وعد بنشر العقود الحكومية مع الصين وترحيل الصينيين العاملين بشكل غير قانوني.
تعتمد كينيا على الصين في نموها حيث أن مصادر الدولة بشكل كبير من بكين لتعزيز بنيتها التحتية والخدمات العامة. ومع ذلك ، أثبت أنه تجربة سيئة، رغم أن العديد من المحللين الاقتصاديين أشاروا إلى أن هذا النمو في الواردات الكينية من الصين إلى التوسع في البنية التحتية في البلاد بسبب مشاركتها في مبادرة الحزام والطريق ، ومع ذلك ، فإن الميزان التجاري يفضل الصين حيث تبلغ واردات كينيا من الصين 97 في المائة ، بينما تبلغ صادراتها إلى الدولة الآسيوية حوالي 3 في المائة فقط.
فالعديد من الشركات الصينية تلعب دوراً في المشايع الاقتصادية في كينيا ومع ذلك ، فهي تواجه رد فعل عنيف بسبب ممارساتها الفاسدة والتمييز ضد السكان المحليين ، فأحدى الشركات تقوم  ببناء مشروع الطريق الدائري الغربي في كينيا والذي يتعرض لانتقادات بسبب تكلفته العالية وتخطط لفرض رسوم باهظة على الكينيين.
انتشرت العديد من الشكاوى بسبب الأجور وظروف العمل ضمن الشركات الصينية التي قامت ببناء العديد من الطرق والمباني ومشاريع البنية التحتية على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن أحد أكبر المنغصات، هو أن الشركة الصينية في كينيا وفي معظم أنحاء القارة تقوم باستيراد العمالة الخاصة بها.
وكانت شركة CRBC التابعة لشركة بناء صينية مملوكة للدولة، وواحدة من أكبر الشركات في كينيا، قد أصبح لها هدف معين، فقد تعاقدت على بناء خط السكة الحديدية بين نيروبي ومومباسا وأجزاء أخرى من الشبكة التي ستربط مومباسا بعدة محاور مثل كمبالا وأوغندا وجوبا وجنوب السودان، وفي العاميين الماضيين منذ أن بدأ البناء، تم اتهام الشركة بتسريح العمالة بدون سبب، واستيراد أيدي عاملة، وسرقة المياه من المجتمعات المحلية، وتجريف رمال الشواطيء الكينية سرًا لاستخدامها في مواد البناء.
ما من شكّ أنَّ سعي الولايات المتحدة على مزاحمة النفوذ الصيني في القارة السمراء قد حملها على الارتباط بالعلن والخفاء بأكبر عدد من الحلفاء، بما فيها البلدان المدينة لـ"بكين" بالكثير من الديون ومنها كينيا المدينة لها بتمويل معظم مشاريع البُنى التحتية، فضلًا عن أنَّ العلاقات الأمريكية الكينية ترجع بجذورها إلى حقبة الحرب الباردة، حيث كانت الإدارة الأمريكية تنظر إلى كينيا إحدى الدول الأساسية في مواجهة النفوذ السوفيتي في المنطقة، خاصة في الصومال وإثيوبيا
جمهورية كينيا المطلة على المحيط الهندي تمتلك بوقوعها في الساحل الشرقي من قارَّة إفريقيا، بالإضافة إلى كونها امتدادًا طبيعيًّا لمنطقة القرن الإفريقي الذي يحظى باهتمامٍ دولي- موقعًا جغرافيًّا استراتيجيًّا جعلها -خاصةً مع امتلاكها موانئ ذات جاهزية عالية- أهم البوابات الشرقية للقارَّة التي تربطها بمعظم بلدان المحيط الهندي على أساسٍ من التعاون والتكامل المثمر والمجدي.
كما أنَّ نجاحها النسبي في التداول السلمي للسلطة وتحقيقها قدرًا لا بأس به من الشفافية وما ترتب عليهما من احتواء القضايا الخلافية بدون اللجوء إلى النزاعات العرقية قد أهلها للعب أدوارٍ وساطة محورية في حلِّ نزاعات البلدان

سبت, 04/03/2023 - 16:47