مهرجان جول ودوره في تعزيز الهوية الوطنية

د/ختار الشيباني   وزير الثقافة السابق

تعتبر المهرجانات عاملا مؤثرا في تشكيل الهوية الثقافية المجتمعية والمكانية، وتتعدد أنواع هذه المهرجانات وفق الموضوع الرئيس للنوع الثقافي الذي يحمل اسم المهرجان.

 وكثيرا ما يُثار السؤال عن دور المهرجانات في تعزيز الهوية الثقافية المحلية للمجتمع، أو التأثير على الهوية الأصلية ومزجها بشيء من التحديث الثقافي من خلال إدخال بعض العناصر الخارجية بهدف تعزيز الجانب الاستثماري والسياحي. 

 ويأتي مهرجان جول من أجل تحقيق حلم طال ما راود سكان منطقة الضفة وقد استطاعت بلادنا خلال السنة الماضية أن تنجح في تسجيل بعض المواقع التراثية الموريتانية على قائمة التراث في العالم الإسلامي وتضم هذه المواقع كلا من موقع المدينة القديمة بجول، موقع الرشيد، موقع كصر البركة، موقع كصر السلام، المدينة القديمة بأوجفت , موقع كانا , موقع جيري تومبري , مزار تادرت وجعل نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2023 وتسجيل المحظرة المعارف والتقاليد الشفهية على قائمة التراث في العالم الإسلامي . 

ونشير هنا أن مدينة الألف تلال، والتي تعد من أقدم مدن فوتا تورو، الموجودة قبل دخول الإسلام، حيث عاصرت مملكة غانا، ومملكة التكرور وإمبراطورية مالي العريقة وبتعليمات سامية من فخامة رئيس الجمهورية تم استحداث هذا المهرجان والذي يأتي أيضا من أجل إنصاف أهل الضفة وحرصا من الحكومة على تشجيع التنوع الثقافي وإبراز الإشعاع الديني والروحي والفلكلوري للولايات الواقعة في منطقة الضفة التي تتميز بخصوصية تاريخية مبنية على التآخي والتلاحم وحسن الجوار

   ويهدف هذا المهرجان بالأساس من بين أمور أخرى إلى تسليط الضوء على الكنوز التراثية التي خلفتها أجيال من العلماء والأبطال التاريخيين من أمثال: الحاج محمود با، والشيخ عمر تال، و تيرنو سلي بال، وغيرهم ممن سطروا تاريخ شبه المنطقة وذلك تثمينا للدور الذي لعبه هؤلاء الرجال، كما سيساهم هذا المهرجان في الإنعاش الثقافي و الاقتصادي لهذه الولايات وسيعمل هذا المهرجان على تجديد تراثنا الثقافي والفكري الذي هو شاهد على اصالة هذه المنطقة ووفرة عطائها وخصوبة منبتها وعمقها الحضاري فقد كانت المنطقة ومازالت زاخرة بالادب والادباء وأئمة الدين ورواد الفكر والعلم وكانت مجالس ذويها عامرة بالشعر والشعراء والعلماء في شتى المجالات

 

سبت, 18/03/2023 - 09:51