قبل شهر رمضان... قيود صينية صارمة على المسلمين " الإيغور"

نور ملحم

تواجه الصين انتقادات دولية متصاعدة جراء معاملتها القمعية للسكان الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني، إذ يُحكى عن معسكرات للعمل القسري يُحتجز فيها أبناء تلك الأقلّية وعمليات إعقام جماعية تقوم بها السلطات الصينية بحقّهم.

 بالرغم من أنَّ الدستور الصيني يكفل الحريات الدينية على المستوى النظري، إلَّا أنّه على صعيد الممارسة العملية ما زالت النشاطات الدينية تخضع لرقابةٍ تنظيمية واسعة من الحكومة. هناك بعض الآراء المتعمّقة ترى أنَّ هذا ليس تحاملاً على الإسلام بشكلٍ خاص ولكنه بسبب القلق الصيني من المظاهر الدينية التي يمكنها أن تنافس العقيدة الكونفوشيوسية، ما جعلها تتخذ مثل هذه المواقف من جميع الأديان. 

وبزعم مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف الديني، تمنع السلطات الصينية بعض الممارسات المرتبطة بالإسلام مثل إرخاء اللحى الطويلة وارتداء الحجاب الإسلامي، إضافة للقيام بمهرجانات خاصة بشرب الكحول قبل شهر رمضان وإجبار المسلمين على الشرب تحت تهديد السلاح وعلى مدار السنوات الماضية، منعت السلطات الصينية مسلمي الإيغور الموظفين الحكوميين والطلاب والمتقاعدين من صيام شهر رمضان، وهددتهم بإرسالهم إلى معسكرات اعتقال في حال ثبت صيامهم.

أضحى الإيغور، خلال السنوات الأخيرة، أكثر الأقليات شهرة بالعالم لما تكبدوه من معاناة واضطهاد على مدى عقود من قبل السلطات الصينية، التي حاولت جهدها التعتيم على ممارساتها ضدهم،وكان الإيغور يشكّلون الغالبية هناك قبل استيلاء الشيوعيين على الحكم عام 1949، أمّا اليوم، فلا يشكّلون إلّا 45% من سكّان شينجيانغ. 
ومنذ عدة سنوات يخضع الإقليم لمراقبة مكثفة، من كاميرات منتشرة في كل مكان إلى بوابات أمنية في المباني وانتشار واسع للجيش في الشوارع وقيود على إصدار جوازات السفر

وأشارت وثائق رسمية وشهادات لضحايا وبيانات إحصائية، بكين بأنها تحتجز في معسكرات ما لا يقل عن مليون شخص، معظمهم من الإيغور، وبإجراء عمليات تعقيم وإجهاض "قسرا"، أو بفرض "عمل قسري
مما أدى إلى إصدار  تقرير أممي صارم، أعاد لهم بصيصا من الأمل ، بعدما أكد إن الصين ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في شينجيانغ، يقوض بشدة جهود بكين العدوانية لتشويه سمعة الإيغور الذين تجرأوا على التحدث علانية. 
كما فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على مسؤولين صينيين وشركات ومؤسسات لها صلة بما تمارسه الدولة من معاملة بحقّ الإيغور في منطقة شينجيانغ. و أضافت وزارة التجارة الأميركية 11 شركة صينية إلى اللائحة السوداء الاقتصادية. 
وتزايد التعدّي على حقوق أقلية الإيغور في الصين، والتضييق على حرياتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي يكفلها الدستور والقانون الدولي. 
وشهد هذا الشهر مطاردة الحكومة الصينية لهم عبر آلياتٍ مختلفة بدعوى ميولهم نحو التطرف، ولكن تقبع عوامل أخرى ما بين أسبابٍ اقتصادية واجتماعية وسياسية وأيديولوجية

جمعة, 17/03/2023 - 17:04