رغم الجدل.. رسوم توثيق تويتر تُجهض "حيلة غير مشروعة"

على الرغم من الجدل الذي أثاره قرار منصة "تويتر"، بإزالة علامات التوثيق الزرقاء المجانية من حسابات المستخدمين منذ 20 أبريل الجاري، وفرض رسوم جديدة، إلا أن خبراء ومتخصصين كشفوا أن الإجراءات الجديدة للشركة أفشلت حيلة غير مشروعة لجأت إليها بعض الجهات خلال السنوات الماضية لتطبيق المعايير التي فرضتها المنصة للتوثيق.

كان الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، أنهى العمل بعلامة التوثيق المجانية للحسابات التي جرى إطلاقها منذ العام 2009، حيث قال إن العلامة الزرقاء ستمنح فقط لكل من يدفع اشتراكا شهريا يبلغ 8 دولارات.

وفي السابق، استخدم "تويتر" العلامة الزرقاء لتمييز الحسابات النشطة، والبارزة، والأصلية التي تحظى على اهتمام العامة، بعدما جرى توثيقها بشكل مستقل من قِبل الشركة بناءً على متطلبات معينة، إذ كانت تمنح للمؤسسات وكبار الشخصيات الحكومية، والعلامات التجارية والمنظمات الدولية، المؤسسات الإخبارية والصحفيين، والمشاهير والأفراد المؤثرون.

بعض الشروط القديمة

يجب أن يمثّل حسابك أو يرتبط بطريقة أخرى بفرد أو علامة تجارية معروفة بشكل بارز، بما يتماشى مع معايير الشهرة الموضحة أدناه. بالإضافة إلى تأكيد هوية جهة التحكم في الحساب، سيقوم (Twitter) بتوثيق أنواع الحسابات التالية بناءً على المعايير الموضّحة. في جميع الفئات، قد يتأكد (Twitter) بشكل مستقل من الانتساب المؤهِّل من خلال شراكات الأعمال أو التواصل المباشر. قد نطلب لكل فئة النوع التالي من المعلومات لتأكيد الشهرة:

التغطية الإخبارية: يمكنك تقديم مقالات إخبارية عن  نفسك أو مؤسستك أو تشير إليها عدة مرات في المقالة. يجب أن تكون هذه المقالات من مؤسسات إخبارية موثَّقة ولا يمكن أن تكون مدوّنة أو محتوى تم نشره ذاتيا. قد تتطلب منك بعض الفئات إرسال مقالات تشير أو ترتبط بمُعرِّف (Twitter) الخاص بك أو بمؤسستك بالإضافة إلى الإشارة إليك أو إلى مؤسستك.
Google Trends: يمكنك توفير رابط إلى ملف شخصيّ على (Google Trends) يصوّر سجل البحث ومرتبط بالفئة التي تقدّم فيها.
ويكيبيديا: يمكنك توفير رابط إلى مقالة ثابتة على "ويكيبيديا" عنك أو عن مؤسستك تفي بمعايير الموسوعة الخاصة بالشهرة.
مراجع أخرى خاصة بالمجال: بناءً على الفئة، قد نطلب المزيد من المراجع الخاصة بالمجال مثل رابط إلى صفحة (IMDB) للترفيه.
عدد المتابعين أو الإشارات: إذا تم اكتشاف أن حسابك يقع ضمن أعلى عدد متابعين أو إشارات بنسبة 0.05% في موقعك الجغرافي، فقد يتم احتسابه ضمن دليل الشهرة لفئات معينة.
التوثيق الجديد متعدد

أطلق "تويتر" في عهد ماسك سياسة جديدة متعددة الأوجه بخصوص توثيق الحسابات فيه.

بالنسبة إلى المستخدمين العاديين، يمكنهم استخدام ميزة (Twitter Blue)، الموجودة في القائمة الجانبية للخط الزمني.
أضاف "تويتر" أخيرا ميزة خاصة بالمؤسسات أطلق عليها اسم (Verified Organizations)، وتخص المؤسسات على اختلاف أشكالها سواء أكانت حكومية أو ربحية أو غير ربحية، وتمنح المؤسسات الحكومية علامة توثيق فضية، فيما تمنح الأخرى علامة توثيق ذهبية.
متطلبات التوثيق الجديد

يقول "تويتر"، على صفحة الدعم الفني، إن هناك عددا من المتطلبات يجب استيفاؤها قبل منح العلامة الزرقاء، وهذه أبرزها:

الحسابات المشتركة في (Twitter Blue) بصورة نشطة هي وحدها المؤهلة للحصول على شارة التوثيق الزرقاء.
مكتمل: يجب أن يحتوي حسابك على اسم عرض وصورة ملف شخصي.
الأمان: لتتمكن من الاشتراك، يلزم مُضي أكثر من 90 يوما على إنشاء حسابك، واحتواؤه على رقم هاتف مؤكد.
غير خادع: يجب ألا يحتوي حسابك على أي تغييرات حديثة على صورة ملفك الشخصيّ، أو اسم العرض، أو اسم المستخدم (‎@المُعرِّف).
يجب ألا يحتوي حسابك على أي علامات تفيد مشاركته في التلاعب بالمنصة والإزعاج.
ستظهر شارة التوثيق بمجرد أن يراجع فريقنا حسابك المشترك في (Twitter Blue) ويحدد ما إذا كان يفي بمتطلباتنا.

 

إنهاء التحايل "والتزوير"

يرى خبراء ومختصون في تكنولوجيا المعلومات تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن رسوم التوثيق الجديدة ستمنع لجوء بعض الأفراد والشركات إلى مكاتب متخصصة لمساعدتهم في عملية التوثيق، عبر دفع أموال لها لإكمال طلب الحصول على الشارة الزرقاء، لكن بعض تلك الطلبات تتحايل على ذلك إما بالتلاعب في المستندات المُقدمة أو نشر أخبار في الصحف والموقع مقابل أموال لتقديمها ضمن الطلب.

وهذا ما أشار إليه ماسك ذاته، حين قال إن العديد من هذه العلامات التوثيقية مُنحت بشكل يعكس "مستوى الفساد والتحايل" الذي كان ينتشر في إدارة المنصة قبل استحواذه عليها.

أدوات التحايل

وعن أدوات التحايل التي كان البعض يستخدمها للحصول على علامة التوثيق، قال محمود كمال، والذي يعمل بإحدى الشركات التكنولوجية بالقاهرة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "المكتب الذي يعمل به كان يحصل على أموال بالفعل نظير توثيق حساب تويتر لبعض الأشخاص، والذين كانوا لا يستوفون المعايير المطلوبة من إدارة المنصة، إذ كانت التكلفة تتخطى في بعض الأوقات 2000 دولار".

وأوضح كمال أنه كان يتم دفع أموال مقابل نشر أخبار في بعض المواقع الإلكترونية عن هذا الشخص لإدراجها ضمن ملف التوثيق، كما كان يجري التلاعب في بيانات السجل التجاري لبعض الشركات، وكذلك أوراق رسمية أخرى.

وأضاف: "بالفعل التوثيق المجاني لمواقع التواصل سواءً تويتر أو غيرها من المنصات، كان يفتح بابا لعمل آخر لبعض المكاتب المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات".

 

وبحسب استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني، محمد الحارثي، تعد الممارسات التالية الأكثر شيوعا للتحايل على  متطلبات التوثيق:

 بعض الشركات المتخصصة في عملية التوثيق الرقمي كانت مسؤولة عن استكمال تقديم الطلبات، في ظل وجود بعض المعايير الأساسية التي تجتمع عليها منصات التواصل الاجتماعي لتصنيف الحساب سواءً أكان تجاري أو تابع لجهة أو مؤسسة أو بعض المنظمات الدولية أو المجتمعية أو الأفراد والمؤثرين والمشاهير من السياسيين والفنانين والرياضيين.
بموجب تلك التصنيفات واستكمال بعض البيانات الأساسية، يتم تقديم طلب توثيق الحساب، لكن شركات التوثيق كانت تلجأ إلى فكرة إعطاء بعض البيانات، أو الأرقام المزيفة لمتابعي الحساب، ويكون رقم غير دقيق باستخدام أدوات مختلفة في الوصول إلى عدد متابعين مناسب لمتطلبات التوثيق.
بعض الأفراد والشركات كانت تخضع لدفع مبالغ مالية كبيرة للغاية لمنح هذه العلامة، لأنه كان من الصعب الوصول إليها، وبالتالي قيمتها كانت مرتفعة الثمن.
أزمة جديدة

واعتبر الحارثي أن متطلبات التوثيق الجديدة سيكون لها تداعيات مقابلة:

 إتاحة التوثيق مقابل رسوم قد يخلق أزمة أيضا، إذ بإمكان شخص أو جهة التلاعب في التوثيق بدفع الرسوم، كما حدث مع شركة الأدوية الأميركية"إيلي ليلي" والتي تعرضت لخسائر جراء تغريدة مزيفة لحساب موثق باسمها
 قد يكون من الأنسب إتاحة القدرة على دفع رسوم للحصول على التوثيق، مع الاحتفاظ ببعض المعايير الشفافة وغير القابلة للالتفاف والتلاعب لمنح علامة التوثيق.

نقلا عن سكاي نيوز عربية 

ثلاثاء, 25/04/2023 - 18:23