كثيرون تنصرف أذهانهم للتعب البدني، وهو موجود فالصحفي يتحكم الآخرون في برنامجه وأحيانا يكون هؤلاء المتحكمون مجرمين؛ ما زلت أذكر كيف أفسد علينا الإرهابي الذي فجر نفسه قرب سفارة فرنسا عطلة أسبوع كنا قد قررنا أن نخصصها للراحة والاستجمام؛ وقس على ذلك بقية الأحداث.
لكن هذا التعب البدني لا يساوي شيئا إذا ما قورن بالتعب النفسي وإكراهات العمل تحت الضغط، خاصة خلال فترات الحملات الانتخابية التي يفسر فيها كل نقص أو خطأ تفسيرا سلبيا ويمنح دلالات لم تكن مقصودة ولم تخطر بالبال. يحضرني الآن مثالان من هذه المواقف حصلا معنا في مواسم انتخابية سابقة:
١. من عادات العمل المستقرة عندنا في التحضير لمواكبة الحملات الانتخابية أن نحدد قبل انطلاقها ضوابط ومعايير للتغطية تشمل الأحزاب التي سنوفر فرقا لتغطية أنشطتها في حدود قدراتنا المحدودة وتلك التي نكتفي ببرقيات عن أنشطتها، وتشمل المعايير ما الذي نغطيه وضوابط التوازن وكذلك توزيع الأحزاب تراتبيا حسب طاقم التحرير . وخلال الحملة الانتخابية لاستحقاقات 2018 وجهنا أهم طواقمنا لتغطية المهرجان الافتتاحي لحزب UPR باعتباره أكبر الأحزاب ولكون رئيس الجمهورية سيحضر المهرجان؛ لكن ضعف الإنترنت حال دون البث المباشر على صفحة الوكالة، في حين تمكنت الفرق الأخرى من تأمين البث المباشر لعدد من الأحزاب أغلبها من أحزاب المعارضة. في اليوم الموالي ضج الفيس بوك بهذا التمييز المقصود والذي لا يمكن تبريره، والواقع أن الأمر لم يكن سوى نتيجة لصعوبات فنية عجزنا عن مواجهتها.
٢. خلال الحملة الانتخابية الجارية، حصل عطب في المعدات تعذر بسببه تأمين البث المباشر لمهرجان نظمه حزب تواصل، ورغم ما يقال عن علاقتنا بالحزب فقد عجزنا عن إقناع كثير من قادته ومناضليه بأن الأمر لم يكن مقصودا بل يعود لأسباب فنية بحتة، تماما مثل ما حصل مع UPR سنة 2018.