كيف نفهم الإسلام

محمدّو بن البار

 

هذا العنوان أكتب تحته ما استطعت من توجيه المسلم قبل يوم القيامة – وهناك عنوان آخر "للإصلاح كلمة" أكتبه لأهل الدنيا للإصلاح قبل الخروج من الدنيا، ولكن هذا المقال خاصة كتبته عن قصد لأهل الدنيا والآخرة معا للسببين السابقين.

وقد جاءتني هذه الفكرة بعدما قرأت تدوينة لبعض المفكرين الإسلاميين كتب فيها مقارنة يفهم منها أن المسلم العامل بالنظام الديمقراطي لم يبتعد عمله كثيرا عن النظام الإسلامي، وعلل ذلك بأن الإسلام منفتح في مجال النظم والأشكال علي كل الإضافات الحضرية المفيدة التي لا تناقض أصوله ولا كلياته، والديمقراطية المصلحة من أعظم هذه الإضافات.

إذا: لا شك أن القارئ لهذه التدوينة تعطيه هذه النتيجة من المقدمتين – الإسلام العظيم منفتح في مجال النظم علي الإضافات المفيدة- والديمقراطية الصحيحة من أعظم هذه الإضافات : النتيجة الديمقراطية فيها إضافات صحيحة والاسلام يقبل هذه الإضافات، فيمكن قبول إضافتها فيه، ولا شك أنه في حالتنا الراهنة المعني في التدوينة :" يمكن العمل بالديمقراطية دون أن تكون تركت العمل بنظام الإسلام".لانها الان هي المعمول بها دونه

ونظرا لخطورة حقيقة العمل في الإسلام سنبينه في قوله تعالي:{{ خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}} فالمتابع لحسن عمل الإنسان هو الله نفسه جل جلاله.

فكما هو معلوم فإن نظام الإسلام العظيم المنفتح علي الإضافات محصور في اتباع قرآن يتلي وأحاديث محفوظة واجتهادات أخرجها علماء الإسلام من الإسلام نفسه، أي وجدوها قواعد في الإسلام فبينوا كيف العمل بها داخل الإسلام وأعطوها مثالا من الإسلام : القرآن والحديث والاجتهاد ( اي (القياس (.

ولذا كل حجة سيقيمها الله مباشرة علي عمل الإنسان

سؤاله فيها يوم القيامة: {{ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم}} وتكرر تأنيب الله للإنسان يوم القيامة بذكر هذا المعني وهو أن النجاة في الآخرة يكون سببها امتثال ما جاء في الكتب المنزلة وبينه لكل أمة رسولها الذي أرسل إليها.

فقوله تعالي:{{ اليوم أكملت لكم دينكم }} لا تعني أكملت لكم نزول القرآن فقط ولكن أكمل نصوص الدين وما يفهم من الدين من تلك النصوص من كل ما بينه الرسول صلي الله عليه وسلم قولا وفعلا وتقريرا يقول الله لرسوله صلي الله عليه وسلم:{{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }} فكرا وقولا وفعلا.

ويقول تعالي:{{ فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير }}.

ومع أني لا أتجرأ علي المقارنة بين النظام الإسلامي والنظام الديمقراطي لأن الديمقراطية عدم فى نظر الاسلام يوم القيامة يقول تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا الخ الاية .

والإسلام كله سيوزن قوله وفعله بالوزن الحق،والعدم لايوزن ولكن أذكر بعضا من خصائص الإسلام لا مقارنة فيه بين الإسلام والديمقراطية:ولكن للتبيين:

أولا: القواعد الأساسية لنظام الإسلام هو أن الله يراقب الإنسان ساعة عمله يراقب قلبه وجميع جوارحه ويثيبه علي ذلك ويعاقبه علي الإساءة فيه: {{إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}} ، {{وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}}، {{ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}}، {{فويل لهم من ما كتبت أيديهم وويل لهم من ما يكسبون}}.وهنا نذكر ثلاث

احتمالات لانسان الديمقراطة يوم القيامة .اما الايسال عن عمله وذلك ينفيه قوله تعالى :ان السمع والبصر والفؤاد كل ناولئك كان عنه مسؤولا .

والمعلوم ان المسؤول عنه ليس وجودهم فى الجسم ولكن عن عملهم فيه

او يسال عنه فيجيب بقوانين

الديمقراطية فيقال لهم :هل عندكم من سلطان بهذا ؟ ام تقولوا على الله ما لاتعلمون .اويمتنع عن الاجابة فتنطق عليهم السنتهم وارجلهم بماكانوا يعملون

وهنا نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن اخذ الاضافات من التورية"" والقرأن موجود ""مع ان الله يقول ان التورية فيها هدي ونور .ايعقل ان ياذن فى اخذ الاضافات من تشريع غير المسلمين لعمل سموه لعبة.ويترك نصوم الاسلام

فمدخل الإسلام الذي هو العقيدة |أن للإنسان مالكا يتصرف فيه كيف شاء وأنه هو الذي أحياه وسيميته وسيحاسبه علي كل فتيل وقطمير صدر في أي جارحة له، وأنه قنن للبشرية نظاما خاصا يشمل مراقبتها في تفكيرها وقولها وسلوكها في الحياة نفسها وما بينها وبين كل فرد من البشرية، وتصرفها في نفسها ومالها وبين له ريق انفاق مالها الذي ستؤجر في إنفاقه ومالها الذي ستحاسب علي صرفه خارج أوامر الله إلي آخر ما يعرفه الجميع من توجيه الله لعباده في جميع ما يصدر منهم، وقد فسره النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه : (( لا تزال قدما عبدي حتى يسأل عن أربع ،،، الحديث)) الحديث الصحيح المعروف لدي غالبية المسلمين والذي لا يترك أي عمل في الديمقراطية يمكنه ألا يسأل عنه.

وبعد خصوصية الإسلام التي لا مقارنة بينها وبين الديمقراطية أود هنا أن أكشف عن كثير من سوآت الديمقراطية لنقول أنه من أول هذه السوآت أن قوانينها من صنع البشر ومراعاة تطبيق تلك القوانين مسندة للبشر بمعني أنها جزء من القوانين الوضعية، وتلك عيوبها تحمل أثقالها علي ظهرها، فمن قواعدها أنها تكتب موادها عميا بكما صما، فبعد توقيعها ومرورها علي من لا يعلم السر والنجوي ولا يعلم المفسد من المصلح يستحيل أن يقع فيها تغيير ولو كانت الضرورة ألجأت إليه.فقوله تعالى الا ما ضطررتم اليه لاتكتب فيها

وإذا عدنا إلي ما بعد قوانينها من تصرف الإنسان فيها، نجد أن موضوعها إذا كانت الديمقراطية الصحيحة تكون من أعظم الإضافات إلي نظام الإسلام، وهذاا ليس مطروحا حالا لأن الإسلام هو المضاف مع عقيدته إلي لعبة الديمقراطية أي اللعبة الحقيقية التي تحول الإسلام إلي أوصاف ذكرها القرآن للعاملين بالديمقراطية: {{لهم قلوب لا يفقهون بها}} إلي آخر الآيات، والآيات المشابهة لكثرتها لا يمكن استيعابها في المقال.

فقد شرعت الديمقراطية إنفاق الأموال الطائلة من خزينة الدولة علي غير مستحقها، واباحت الغوغائيةمدة زمنية وحرمتها كذلك الى اخر كل عمل ديمقراطي كانه لارب له يوجهه فبما أن الآيات التى يتناقض الأخذ بمضمونها مع الديمقراطية لا يمكن حصرها فكذلك لا يمكن حصر مساوئ الديمقراطية علي حياة الإنسان.

وأخيرا أختم بهذه الحكاية المعبرة عن فكرة صاحب المقال في هذا الموضوع تقول الحكاية الشعبية الموريتانية أن شخصا مجنونا جاء إلي باب عالم زاهد وقائم لليل وقال له :( أنا سأهجيك الحروف قل "اللف" أي قل الألف ليقول له بعده قل الباء فأجابه العابد بقوله (أتقشمي حاج ) أي البهلوانية تقضي به الحوائج، فكذلك تعليقي أنا علي تدوينة المفكر الإسلامي الموهوب تشبه كلام المجنون – وأقول لنفسي (أتقشمي حاج ).

 

 

أحد, 04/06/2023 - 21:44