موسم الحج هذا العام مختلف تماماً

فاطمة عواد الجبوري

بعد عامين من انتشار جائحة كورونا، سمحت السلطات السعودية في العام 2022 بدخول عدد لا بأس به من الحجاج لأداء فريضة الحج، ويُنتظر أن تزداد أعداد ضيوف بيت الله الحرام هذا العام بنحو غير مسبوق. ولأسباب عديدة للغاية يعتبر موسم الحج هذا العام مختلفاً عما سبقه من المواسم.

يتزامن موسم الحج مع إيمان متجدد للشعب المسلم بالقضية الفلسطينية فهاهو البطل المصري الشهيد محمد صلاح يثأر لأطفال غزة، هذا البطل الذي ترفض وسائل الإعلام وعن عمد وصفه بالشهيد لتحقيق رغبات الصهاينة. “الإيقونة الشعبية” محمد صلاح لم يتجاوز 22 عاماً ولم يمارس نشاطاً سياسياً في حياته إلا أنه فهم معاناة أخوته في فلسطين فهم معاناة قطاع غزة وأظهر التعاطف معهم. موسم الحج سيأتي تعزيزاً لظاهرة محمد صلاح في جميع بقاع الأرض.
كما نحتفل نحن المسلمون بإعادة العلاقات بين السعودية وإيران بعد فراق سببته القوى التي تخالف الوحدة الإسلامية وتخشى من قوتها إذا ما تم تفعيلها.
حيث فتحت السفارة السعودية أبوابها في إيران وفتحت السفارة الإيرانية أبوابها في السعودية بعد قطيعة استمرت لسنوات. استقبلت السعودية الحجاج الإيرانيين بالزهور والأناشيد الدينية الإسلامية ويبدو بأن إيران سترسل 744 رحلة طيران لنقل حجاج بيت الله الحرام وسيتجاوز عدد الحجاج الإيرانيين 89 ألف حاج. يشكل موسم الحج هذا العام انعكاسا لتحسن العلاقات بين السعودية وإيران وسيكون بمثابة فاتحة خير وبادرة لتعزيز العلاقة وتطويرها أكثر وأكثر.
وبعيداً عن إيران والسعودية، فإن موسم الحج يتزامن كذلك مع صحوة دينية وعربية من قبل المسلمين تجاه القضية الفلسطينية. حيث يعمل داعموا القضية الفلسطينية إلى تحويل الانقسمات الداخلية والأزمة التي تعصف بإسرائيل من الداخل إلى تأييد شعبي عارم للقضية الفلسطينية ويستثمرون هذا الدعم في منع الحكومات من التطبيع مع كيان الاحتلال الذي لم ترى منه الدول المطبعة سوى الشر والفتنة والسرقة والتدخل في السؤون الداخلية والسياسات الخارجية لهذه الدول.
موسم الحج سيكون مختلفاً لإنه يأتي كترسيخ للترابط التاريخي بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام ويأتي ضمن معادلة بأن من يخسر الأقصى سيخسر البيت الحرام كذلك وعليه فلا تراجع حتى النصر الكامل للقضية الفلسطينية. تجلت هذه الروح بدعم الشعب الفلسطيني في كأس العالم الذي نظمته قطر، فرفرف علم فلسطين في الملاعب ورقصت الجماهير على وقع أناشيد الحرية للشعب الفلسطيني. ومن ينسى تضمان الشعوب العربية مع فلسطين وقطاع غزة في كل من المغرب وتونس والجزائر وجميع الدول العربية.
إن الحج إلى بيت الله الحرام هو تأكيد متجدد على العهود والمواثيق مع الله ومع المسلمين في مختلف أنحاء الأرض وسيكون هذا الموسم تأكيداً على الكابوس الذي تعيشه إسرائيل من جهة وعل  الرؤى والمستقبل المشرق للدول الإسلامية والمسلمين حول العالم.

نقلا عن رأي اليوم 

خميس, 08/06/2023 - 09:15