فى منتصف 1962 قرر وزير نقل طموح إنشاء الخطوط الجوية الموريتانية؛ وبالفعل بدأت المؤسسة الوليدة العمل بعد أشهر من ذلك التاريخ.
صادف القائمون على أول تجربة فى مجال الطيران؛ معضلة الكادر البشري لشركة أكثر من 90 بالمائة من سكان دولتها آنذاك من البدو الرحل ؛ لكن طموح الوزير وإرادة الحكومة سهلا عملية البحث عن شباب موريتانيين يرغبون فى العمل كمضيفي طيران.
===
فى ادغال موريتانيا سمع عشريني عند شيخ الحي أن إذاعة نواكشوط تبحث عن عمال للخطوط الجوية الموريتانية؛ تحمس صديقنا وقطع عشرين كيلومتر مشيا على الأقدام يستحثه شوق لهذا العمل المختلف والغريب.
واصل طريقه حتى توقفت له سيارة تابعة للجيش وأوصلته للعاصمة؛ وفى اليوم الموالي كان يحمل الرقم 013كمضيف جوي فى الشركة الوليدة.
لكن مالم يضع له المشرفون على التكوين حسابا؛ سبب أكبر حرج فى تاريخ الطيران الموريتاني .
فالخلفية البدوية ل 013 كان صخرة كأداء فى وجه تعلمه مبادئ خدمة مسافري الجو التى تعتمد على الابتسامة واللباقة و رقة الحاشية.
فى أول رحلة طيران للخطوط الجوية الموريتانية كان 013 هو المضيف الرئيسي ومسؤولا عن تلبية رغبات 30 راكبا أغلبهم اوربيون جربوا كل أنواع الخطوط الجوية.
===
بعد أن استقرت الطائرة فى الجو؛ وحين بدى المحيط كبقعة زيت من زاوية ركاب الدرجة الاقتصادية.
قال راكب للمضيف 013
سيدي؛ كأس ماء من فضلك!
رد عليه المضيف؛ وبحسانية صقيلة وبعينين تتطايران شررا.
" انفس؛ الشراب الا من لوكيل؛ حاني ينطرح لكم ذ ال مقدر لكم ؛ ادور تشربوا كاملين".
===
قبل قليل؛ اتصلت على مطعم معروف بمارو وحوت الأحد؛ قال لي عامل الاستقبال:
مطعم .... تفضل
أنا:
الحوت خالك اليوم؟
هو
اهيه.
خدمة التوصيل عندكم؟
هو
اهيه.
طيب .
هو
ارانك بعد ماكومانديت سبه!!
أنا
انتظر الوقت المناسب وسأعاود عليك الاتصال واعطيك العنوان
هو
اهيه؛ يعملك ؛ لعت تبغي گاع لا تليت اتلفن؛ انا ماني هو اللي لاهي يفرغ عنو مارو والحوت: منواكم.
وقطع العامل الاتصال.
====
المسكين حديث عهد بالمدينة ولكنة أهالي مسقط رأسه واضحة؛ ولم يلاحظ أن خطابه لا ينتمي للمدينة ولا للخدمات .
