يتنفس الرشيد فى غبش الفجر؛ يُداري دمعة سقطت من مآقيه قبل مائة وخمس عشرة سنة؛ حين دك المستعمر مدينة الرشيد على ساكنيه فى مثل هذا اليوم بالتحديد .
===
عبر هذه النافذة من أطلال المدينة القديمة فى الرشيد؛ وقف المصور شياخ محمد عالي مبدع شبكة الرؤية المسجى على مقصلة الإبداع ؛ تنهد برهة؛ واستحضر صيحات المجاهدين فى هذا اليوم المشهود من تاريخ قلعة الجهاد.
وقرر أن يمنح لهذه اللحظة الخلود؛ فدبت الحياة فجأة فى الصورة؛ وعادت البسمة لوجه المدينة التى تقاوم اليوم تحديات بيئية بفعل تراجع تساقط الأمطار منذ سنوات.
===
يُداري الرشيد فرحا غامرا يتخلل أساريره؛ ويستريح جسده المثخن بجراح التجاهل الذي تعرض له تاريخه إبان كتابة المناهج التعليمية قبل عقود
حيث لم يتعرف أبناء موريتانيا على ملحمة المقاومة التى سطرها أبناء هذه البلدة النائمة بين أحضان اربعة جبال؛ واليوم يأمل أحفاد هؤلاء المقاومين أن يتعلم أبناؤهم على مقاعد الدرس تاريخ عشرات الشهداء والمقاومين الذين نصب الفرنسيون مدفع 108ملم قبالة مدينتهم الشامخة.
===
يمنح مهرجان الرشيد الثقافي والرياضي فرصة لرواية سردية أهله لكل الموريتانيين .
يجلس شياخ فى مقعده؛ فى سهرة الليلة الثانية من أيام الرشيد ؛ يستمتع شياخ لنص أدبي لمحمد ولد آدبه يتغنى بجمال الطبيعة فى الرشيد ويُلقيه شاعر من أبناء المدينة ...استراحة مبدع هي مايقوم به الآن شياخ ويردد بصوته الندي:
فتى يمسي ويصبح بالرشيد
يعلل بالنسيب وبالنشيد
وأكمام النخيل تريه زهوا
على جنبات القصر المشيد
يحن لأهله وفضول مال
لعمر الله لم يك بالرشيد