ولد مرزوك: الأوضاع في منطقة الساحل تثير انشغالنا وقلقنا

وزير الخارجية خلال الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي

قال وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك إن تطورات الأوضاع السياسية والأمنية الأخيرة في منطقة الساحل تثير انشغال موريتانيا وقلقها "نظرا للمكانة الهامة التي تحتلها هذه المنطقة على الخارطة الإسلامية، ولموقعها المحوري في المحافظة على السلم والأمن الدوليين".

 

وعبر ولد مرزوك، عن أمله في أن تتكاتف كل الجهود لنزع فتيل التوترات والاضطرابات في هذه المنطقة "بما يضمن لها ولشعوبها شروط العيش في كنف الاستقرار والأمن وفي ظل أوضاع دستورية طبيعية".

 

وفي ما يلي خطاب وزير الخارجية خلال الاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الذي تولى رئاسته، مساء الخميس، في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة:

"أصحاب السمو والمعالي

السيدات السادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني في مستهل هذا الاجتماع التنسيقي الذي دأبت منظمة التعاون الإسلامي على تنظيمه سنويا، أن أرحب بزملائي وزراء خارجية دول المنظمة وممثليهم أحر ترحيب.

واسمحوا لي في هذا المقام أن أثمن وأقدر عاليا جهود المملكة العربية السعودية في رئاسة القمة الإسلامية الرابعة عشرة، وما تبذله من جهود محمودة لإعطاء الدفع المطلوب لعمل هذه المنظمة العتيدة.

واسمحوا لي كذلك أن أتوجه بأصدق التعازي والمواساة للمملكة المغربية الشقيقة بمناسبة الزلزال العنيف الذي شهدته مؤخرا، وللحكومة الليبية الشقيقة كذلك على المأساة التي ألمت بها جراء الإعصار الذي أصابها والفيضانات الناجمة عنه، سائلا الله العلي القدير أن يشمل بواسع رحمته الشهداء ويمن بالشفاء العاجل على المصابين جميعا.

أيها السادة أيتها السيدات

إن الغاية من هذا اللقاء، تتمثل في التداول حول التطورات السياسية والأمنية التي جرت منذ اجتماع مجلسنا في دورته التاسعة والأربعين في شهر مارس الماضي بنواكشوط، والنظر فيما يمكن القيام به من أجل تجسيد ما توصلنا إليه من قرارات وتوصيات وما يشغل بال أمتنا الإسلامية من هموم وقضايا راهنة.

ولا شك أن بحث سبل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي من مظاهرها البارزة الحوادث المتكررة لتدنيس وحرق نسخ من المصحف الشريف في بعض البلدان مثل السويد والدنمارك وهولندا يفرض نفسه علينا نظرا لما تمثله من استهزاء بأقدس مقدساتنا، فضلا عن كونها مظهرا من مظاهر الكراهية الدينية المخالفة للقانون الدولي.

ولا يفوتنا هنا أن نشدد على ضرورة مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب المقيت وما يتسبب فيه من مآس إنسانية لا يقرها الدين الإسلامي الحنيف، دين الرحمة والسلام، بأي شكل من الأشكال. وفي هذا السياق نذكر بنجاح المقاربة الموريتانية في التصدي لهذه الظاهرة من خلال المزاوجة بين المعالجة الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

ولا يمكننا، بطبيعة الحال، أن نغفل القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة الإسلامية، التي تشهد تصاعدا متزايدا في وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والانتهاكات الصارخة لأرضه ومقدساته، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك.

ويتحتم علينا بهذا الشأن، أن نعمل على مزيد التنسيق بين مواقفنا وتعبئة ما نملكه من نفوذ وأوراق ضاغطة في العالم من أجل توفير الحماية الدولية اللازمة للشعب الفلسطيني، ودعم مساعي دولة فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وحث الأطراف الدولية الفاعلة على الانخراط في رعاية متعددة الأطراف لعملية سياسية تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

أما بخصوص القضية الأفغانية، فإنه يجدر بنا التأكيد على مساندة جهود المنظمة الخاصة بمتابعة تنفيذ القرارات الوزارية واجتماعات اللجنة التنفيذية الخاصة؛ بالإضافة إلى جهود المبعوث الخاص للأمين العام السفير طارق علي بخيت في اتصالاته مع سلطات الأمر الواقع في أفغانستان، حول جميع القضايا المطروحة في هذا الملف.

السادة والسيدات

إن تطورات الأوضاع السياسية والأمنية الأخيرة في منطقة الساحل، تثير انشغالنا وقلقنا نظرا للمكانة الهامة التي تحتلها هذه المنطقة على الخارطة الإسلامية، ولموقعها المحوري في المحافظة على السلم والأمن الدوليين.

وأملنا أن تتكاتف كل الجهود لنزع فتيل التوترات والاضطرابات في هذه المنطقة، بما يضمن لها ولشعوبها شروط العيش في كنف الاستقرار والأمن وفي ظل أوضاع دستورية طبيعية.

وإزاء استمرار النزاع الدامي في السودان، من واجبنا أن نجدد دعمنا لأمن واستقرار هذا البلد الشقيق ووحدة وسلامة أراضيه، ودعوتنا إلى تغليب لغة الحوار والعقل لحل المشاكل المطروحة، بما يضمن صيانة مكتسبات الشعب السوداني ووحدة جميع مكوناته؛ كما ندعو لتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية الضرورية للشعب السوداني.

ولا يسعنا في هذا المقام كذلك إلا أن نجدد دعمنا المطلق:

• للجهود الأممية والإقليمية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي شامل يحقق للشعب اليمني تطلعاته المشروعة للتقدم والازدهار والعيش في كنف الأمن والاستقرار؛

• لكافة الجهود العربية والإفريقية والأممية الهادفة إلى إيجاد حل شامل يُرْسِي دعائم السلم والأمن في ربوع دولة ليبيا الشقيقة ويحافظ على وحدتها ومصالحها الوطنية واستقلالِها؛

• لجهود الحكومة الصومالية المتواصلة الهادفة إلى توفير شروط استتباب الأمن في هذا البلد الشقيق بما يحقق تطلعاته المشروعة للنمو والرفاه.

• ونعبر عن اهتمامنا بمتابعة أوضاع المجتمعات والأقليات المسلمة في الدول غير الأعضاء.

السادة والسيدات

وقبل أن أختتم هذه الكلمة، لا يسعني إلا أن أثمن جهود المملكة العربية السعودية في استضافة مؤتمر المرأة في الإسلام المزمع عقده بجدة في الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر القادم.

وأعلن على بركة الله افتتاح هذا الاجتماع التنسيقي راجيا لأعمالنا التوفيق والنجاح".

جمعة, 22/09/2023 - 12:11