قال رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية د. الحسين ولد مدو إنّ إصلاح الصحافة في موريتانيا عرفا تقدما مُعتبرا خلال الفترة الماضية، مستشهدا بتكوين الصحافيين المهنيين على معايير وأخلاقيات معالجة الخبر والجهد الذي تقوم به السلطة في حماية حرية الصحافة؛ وضمان التعددية الإعلامية، مؤكدا اهتمام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بدور الصحافة في مواكبة الديمقراطية والحكامة الرشيدة، قائلا: إن هناك خطة عمل تم وضعها لتنفيذ ترتيبات تقرير لجنة إصلاح الصحافة التي شكّلها الرئيس غزواني.
الإشراك في مسار الإصلاح..
وأكد ولد مدو، في مقابلة مع صحيفة Le calame، ترجمها مركز الصحراء أن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية تم إشراكها في مسار الإصلاح الذي أثمر حتى الآن عن تعزيز الترسانة القانونية بما في ذلك القانون المنظم للسلطة. وأضاف: تعمل السلطة بناء على قوانينها ونصوصها من أجل تنظيم القطاع الإعلامي وتطويق الانحرافات، ومن أنسب الطرق لذلك رفع المستوى المهني والأخلاقي للصحفيين بواسطة التدريب والتعريف بالنصوص القانونية النافذة، كما أن الدعم العمومي للصحافة يساعد في المشاكل الهيكلية التي تواجهها وسائل الإعلام الخاصّة.
وخلُص إلى القول "لقد خطت السلطة العديد من الخطوات على هذا الصعيد ويتواصل العمل طبقا لمهامها المنوطة بها".
تحسين حضور اللغات الوطنية..
وفيما يتعلّق بالتعددية اللغوية لوسائل الإعلام أكّد ولد مدو أن السلطة تعمل مع وسائل الإعلام العمومية؛ من أجل تحسين حضور اللغات الوطنية في برامجها فهي تراثا ثقافيا وقِيَميا وطنيا، كما أنها تلزم وسائل الإعلام الخاصّة بضرورة احترام دفاتر الشروط في هذا الصدد؛ وتعمل على توفير التكوين والتدريب للصحفيين في هذه اللغات.
وفي تعليقه على عدم وجود وزارة للإعلام في موريتانيا قال ولد مدو: إن إنشاء هذا القطاع أو ذاك هو قرار سياسي اعتمادا على التوجهات الاستراتيجية والأولويات، "وإذا كان غياب وزارة الإعلام في بلدان أخرى يشكل موقفا ثوريا، فإن هذا الغياب في بلادنا ليس بتلك الدرجة لأن صلاحيات الاتصال تدار من قبل وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان".
العولمة وتأثيرها على وسائل الإعلام..
الرئيس ولد مدّو تحدث عن الطفرة في وسائل الإعلام بسبب واقع العولمة والتطور التكنولوجي؛ ما يجعل المتابع أمام خيارات هائلة مؤكدا أن هذا الواقع يؤثّر على وسائل الإعلام الوطنية وخصوصا العمومية، لكنه يضيف أنه على الرغم من ذلك فإن التلفزة والإذاعة الوطنيتان تحافظان على جمهور معتبر وهناك جهود مستمرة لتعزيز حضورها وهو ما يتطلب توفير معلومات ذات جودة والابتكار والتنوع في المحتوى، على حد تعبيره.
علاقة الهابا بالصحفيين..
وأكد الرئيس ولد مدو أن السلطة ترتبط بعلاقات وثيقة مع الصحفيين ومنظماتهم، وتشركهم في ما تقوم به وكذلك مع السياسيين خاصّة خلال المواسم الانتخابية.
وتطرق للحديث عن صندوق دعم الصحافة قائلا إن هناك معايير محددة للأهلية للاستفادة من الصندوق يمكن أن تختلف من سنة إلى أخرى؛ تقوم أساسا على الوجود القانوني؛ والممارسة الفعلية والمهنية وتتولى التوزيع لجنة مُشكّلة من جهة الوصاية بإشراف السلطة.
ترجمة: مركز الصحراء
