تَرَاكُم الحزن.. (تحفيز إيجابي)..

أحمد المصطفى

ينقل الإمام ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية، أنه عند أخذ "الفرنج" لبيت المقدس سنة 492 هجرية، ذبحو في وسطه يوم الجمعة لسبع بقين من شعبان ستين ألف مسلم..
ويقول القاضي أبو بكر ابن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" إنهم قتلو في ضحى الجمعة في المسجد الأقصى 3000 من مشهوري الحال، أي من العلماء والعباد المعروفين..
حصل ذلك في مَدِّ الحملة الصليبية الأولى، وسيطر "الفرنج" على بيت المقدس، عقب معركة عسقلان، ضد الجيش الفاطمي..
يذكر ابن الأثير في كامله أن أهل الشام عقب هذه الفاجعة أرسلو وفدا إلى بغداد عاصمة الخلافة يستصرخون الناس، وأن هذا الوفد قام بالجامع الكبير ببغداد يوم الجمعة "فاستغاثوا وبكوا وأبكوا وذكروا ما دهم المسلمين من قتل الرجال، وسبي الحريم والأولاد، ونهب الأموال، فلشدة ما أصابهم أفطروا”..
ينقل ابن كثير أنه لما سمع الناس ببغداد ما وقع ارتفع بكاؤهم، ثم نقل قصيدة أبي المظفر الأبِيْوَرْدِي، ومنها: 
مزجنا دمانا بالدموع السّواجم :: فلم يبق منا عرضة للمراجم..
وشَرُّ سلاح المرء دمع يريقه .. إذا الحرب شبَّتْ نارها بالصوارم..
لم ينفع الاستصراخ والبكاء وقتها، لكن تراكم الحزن والاستصراخ ولّدَ لاحقا الثأر والنصر واسترجاع بيت المقدس..
الحال كالحال: الحزن الذي نعيشه جزء من تراكم مماثل إن شاء الله..

جمعة, 20/10/2023 - 14:22