عن حماقة حماس..

صلاح السقلدي

شيء مُريع وفاضح ويبعث عن القرف في هذه الظروف الصعبة على أُمتينا العربية والإسلامية أن نسمع من بني جلدتنا العرب خطابا انهزاميا يقوض عزم الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة ويصفق بقصد او بدون قصد للعدوان، من منطق معيب يدين الضحية ويبرر للقاتل.منطق يصف #طوفان_الاقصى بأنه عمل متهور من  حركة حماس وحماقة غير محسوبة العواقب ضد اقوى جيوش العالم، والّا تكافؤ بين الطرفين. عجبي.
فحتى لو افترضنا ان طوفان الاقصى هو فعل وليس رد فعل مشروع ومنطقي على الغطرسة الصهيونية وانتهاكات الاقصى الشريف واستمرار الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة وتهويد القدس، فهل مناهضة ومقاومة هكذا وضع ظالم يمثل تهورا وفعل عبثي ولا طائل  ولا نتيجة مرجوة منه ؟!.
فهل كانت إسرائيل قبل هذا مكتوفة الايدي ؟ ثم وهو الأهم هل غياب التكافؤ العسكري لمصلحة جيش الإحتلال يعني بالضرورة عدم مقاومته والاستسلام له والجلوس القرفصاء أمام اقدامه ؟. وهل- وفقا لهذا المنطق الفاسد- أن ننتظر حتى تتعادل الكفتين أو بالاصح يظل الشعب الفلسطيني ينتظر حدوث المعجزة في زمن اللامعجزات تحت الاحتلال دون حراك أو مقاومة وان لا يفعل شيء لفرض مبدأ توازن القوى لانتزاع الحق؟.فالاستسلام لهذا الوضع المختل سيعني بقاء الظلم والقهر الى ما لا نهاية وضياع الحقوق تماما.
( فلا رأي للحق الضعيف ولا صدى× الراي راي القاهر الغلابِ
 فلا عدل إلا أن تعادلت القوى× وتصادم الإرهاب بالارهابِ).
بحسب تعبير الشاعر الشابي رحمه الله
فهل مثلا قوة أمريكا و جبروتها العسكري أمام تواضع إمكانيات الشعب الفيتنامي واختلال ميزان القوة جعل هذا الشعب يستسلم ويرفع الراية البيضاء في سبعينيات القرن الماضي؟ وهل استكانَ الشعب العراقي
للغطرسة والاحتلال الأمريكي واذعن تحت لليأس ام قاوم وأخرج الغزاة أذلاء مدحورين ،ومثل فعل الشعب الصومالي وغيرها وغيرها من الامثلة التي تدحض أصحاب هذا المنطق الانبطاحي الذي أغلب مَن يسوّق له هُم مِن إعلام ونخب التطبيع وجوقة مشروع معاهدات  الخنوع والإذعان  المسماة زورا بمشروع السلام الابراهيمي،فيما هو مشروع استسلام وبيع صريح وفج للقضية الفلسطينية، التي ستظل قضية العرب المحورية رغم انف كل مطبع وخائن،ويخشى هؤلاء المروجون لفكرة الانبطاح ولإدانة المقاومة ) حدوث انتصار لهذه المقاومة ومحورها وانكسارا لخرافة الجيش الذي لا يُقهر لئلا يكون هكذا انتصار إدانة صريحة وفاضحة لمواقفهم المخزية وسقوطا لمشروعهم الخياني التطبيعي.  فماذا عملت معظم الجيوش العربية منذ ٧٣م غير أنها تحمي عروش الملوك والحكام وتبطش بشعوبها ؟. فهل اكتساح المقاومة الفلسطينية وقتل المئات من جنود الاحتلال والسيطرة على  عدد من المستوطنات واذلال وكسر ناموسه في رابعة النهار وكشف أكذوبة قبته الحديدية والاستخباراتية والتكنولوجية الهائلة التي يمتلكها ناهيك عن فضح الانحياز الغربي الامريكي لهذا العدو الغاصب يعتبر عملاً عبثي لا طائل منه ؟.
وهل ارتفاع راية المقاومة وعودة القضية الفلسطينية لواجهة الاهتمام الدولي وإعادة طرح حق هذا الشعب في المحافل الدولية بإقامة دولته وعاصمتها القدس وضرورة إنهاء الاحتلال بعد أن كان غبار التطبيع قد حجب هذا الحق هزيمة للشعب الفلسطيني وعمل متهور ام انتصارا لفكرة المقاومة لفلسطين  بكل فئاتها وتنظيماتها ؟. فإن كانت هذه حماقة فليشهد التاريخ اني أحمق.
قليلٌ من الإنصاف والمنطق مطلوب يا هؤلاء.
نصيحة : إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل. وكفى.

نقلا عن رأي اليوم 

اثنين, 23/10/2023 - 08:19