جزاء سينمار / سيد أحمد ولاته

المرحوم عمر ولد ابيبكر ضابط من قوات هذا البلد فاق أقرانه في الورع والعدالة، من منا  لا يعرفه يدافع عن المظلومين من كل الفئات ومن كل الأعراق؟ لم يخف في الحق لومة لائم. سخر الوسائل العمومية التي سيرها وحتى ممتلكاته الخاصة في خدمة الضعفاء، دفع ثمن هذه الفضائل وهو حيا وكنا نظن أن ذلك عهد قد ولى، ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة هاهم أبناؤه يدفعون الثمن مرة تلو الأخري، مثلا  ترك الرجل ثروة متواضعة بفضل الله وبفضل علاقات الصداقة ونظافة اليد، ومن أهم هذه الثروة قطع أرضية في مدينته الأصلية كيفة حصل عليها ليس رغبة في التكسب وإنما لمساعدة أصحابها بثمنها 

‎ومن هذه القطع القطعة موضوع قرار المنح رقم4 بتاريخ 10/02/2000عن والي لعصابة  الواقعة في حي السيف شمال المدينة على طريق بومديد والتي اشتراها من إبن خالته الوجيه الشهير في الولاية اشريف ولد اعل ولد أحمد اشريف الذي ورثها عن أبيه اعل ولد أحمد اشريف أحد المحاربين المخضرمين الذين شاركوا في تأسيس المدينة واستفادوا  من أول توزيع للأراضي.

‎هذه القطعة استولت عليها الدولة ممثلة في وزارة البيطرة تحت رعاية السلطات الجهوية والمحلية والفنية بحجة أنها واقعة في طرف المدينة والحقيقة أن قطعا ارضية تقع وراءها ولكن ملاكها معروفون في المدينة ومن الذين لا خوف عليهم في هذا العهد القائم ..!

‎ونحن إذ نتذكر مصيبتنا في الرجل،  تهون علينا خسارة قطعة أرضية، وعار على دولة تحترم نفسها أن تتحامل على أسرة رجل خدمها  بإخلاص وشجاعة وحكمة أكثر من ثلاثين سنة. 

 

سيدأحمد محمدو ولاته، أستاذ في ثانوية كيفة 2

أحد, 29/10/2023 - 21:28