هَا أَنْتَ!
أَوَّاهِ يَـا وَطَـــنًـــا رَحْـبًـــا كَـلِـفْـــتُ بِـــهِ ** عَـلِقْـتُــــهُ سَـبَـبًــا أَوْ دُونَـمَـــا سَــبَـــــــــبِ
زَرَعْـتُــهُ فِي حَـنَـــايَــــا الــرُّوحِ أُغْنِـيَّـــةً ** يَـرِفُّ هَمْسُ صَدَاهَا فِي دُجَـى هُـدُبِي
وَكُـلُّ جُـــرْحٍ بِـهِ يَـغْـتَـالُـنِـي وَجَــــعًــــا ** أَتْعَـابُ دَرْبِــكَ يَــا (رَنْـــدِيُّ) مِــنْ تَعَـبِـي
بِـسَـاحِ بَـغْـدَادَ أَذْرَيْـــتُ الـدُّمُـوعَ دَمًـا ** "شَرِقْـتُ بِالدَّمْعِ حَتَّى كَــادَ يَشْــرِقُ بِـي"
وَالشَّـامُ! لَا الشَّـامُ جَـنَّـاتٌ وَأَنْهُــرُهَـــا ** كَلَّا، وَلَا حَـلَـــبُ الـشَّهْـــبَــــاءُ ذِي حَــلَـبِي
"جَيْـــشٌ مِنَ النَّـارِ وَالظَّلْمَاءُ عَاكِـفَـــةٌ ** وَظُلْمَـةٌ مِنْ دُخَانٍ فِي ضُحًى شَحِـــبِ"
وَفِي فَلَسْطِينَ، بَنْغَازِي، قَضَيْتُ أسًى** فَـــيَــــــا لَأُمٍّ أَجَـنَّــتْـنِـــــي وَيَــــا لَأَبِــــــــي!
فِي كُــــلِّ مَـنْـــزِلَــــةٍ؛ أَحْــــزَانُ أَزْمــِنَــــةٍ ** حَـنِـيـنُ ثَـكْـــلَى، وَأَنَّـــاتٌ لِـمُغْــتَــــــرِبِ
***
يَــا أَيَّهَـا الْبَطَـلُ الْحُلْمُ الَّذِي عَـقُمَــتْ ** بِـهِ النِّسَـاءُ فَلَـمْ تَـحْـبُـــلْ، وَلَـمْ تُـصِــبِ
هَا أنْــتَ فِي غَـــزَّةَ الْغَـــرَّا تُطَـالِـعُـنَــا ** صًـوْتًـا مِـنَ الْحَقِّ مَمْـهُـورًا بِوَحْـيِ نَبِي
بِـرَاحَـتَـيْــكَ تَضُـــمُّ الْأَرْضَ مُعْـتَـنِـقًـــا ** سِفْرًا مِنَ الْمَجْدِ مَفْتُوحًا مَدَى الْحِقَـبِ
سَـطِّـــرْ بِكَـفِّـــكَ، عَـلِّـمْ دُونَمَــا كَـلَـــلٍ ** لَمَّــا وُلِـــدْتَ، وَوَرِّثْــهَــا لِـكُـــــلِّ صَــبِـــي
"أَنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ الدَّهْرَ هَا أَنَا ذَا ** لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُــولُ الدَّهْرَ كَانَ أَبِي"