مهرجان ولاته "عندو انكساع حت"…

عبد الله أشفاغ المختار

على نطاق واسع انتشر مقطع فيديو لأحد سكان ولاته يحاول فيه التعبير عما وصله من منافع مهرجان مدائن التراث في نسخته الثانية عشرة، ولم يعذره أحد من المدونين، حين التبس عليه الانعكاس بالانكساع.

شخصيًا راق لي الانكساع، وإذا فُهمتْ المقاصد فلا عبرة بالألفاظ، ولا معنى للتنمر على شخصٍ محدود المعارف اللغوية، ولا لوم عليه في مبلغ جهده.

وباختصار، لا يتجلى الانكساع في المكونة التنموية فحسب، والتي شملت التعليم والصحة والتنمية الريفية وفك العزلة، بل إن الانكساع الحقيقي في كون سكان المدينة المتعففين منذ الأزل، شربوا لأول مرة ماء زلالاً، وهم الذين تجرعوا مياه الآبار المالحة الصدئة في جميع عهود الدولة، وفي عهود جميع الرؤساء السابقين، منذ المختار ولد داداه وحتى العام الأخير من المأمورية الأولى لولد الغزواني..

طبعاً هذا غير مهم لدينا نحن أهل نواكشوط، حتى وإن كان العطش قد انكعس على أهل ولاته وهجّرهم من أرض آبائهم واجدادهم..

صحيحٌ أنه ولأول مرة يتم تعميم مبلغ مائتي ألف أوقية قديمة على جميع منازل المدينة، بهدف ترميم البيوت، هذا في المعلن، بيد أنها مساعدة للمتعففين، وقد كانت هذه المعونات مقتصرة، في المواسم الأولى للمهرجان على بضعة منازل، وبقيمة تقارب خُمس المبلغ المقدم للجميع اليوم..

هذا أيضًا غير مهم، بل مجردُ تبذير للمال العام لأن سكان ولاته الصامدين في هذا الركن القصي من الوطن، لا يستحقون، في نظر جل المدونين أي فلس من خزائن دولتهم.

من انكعاسات المهرجان غير المهمة على موريتانيا، استضافة ولاتة لجميع سفراء العالم المعتمدين في نواكشوط، وتسجيلهم لانطباعات حسنة عن أمنٍ وسكينة مشهودين، في بقعة على بعد فراسخ من اللا أمن واللا سكينة..

إنه انكساع ما بعده انكساع..

فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان..

أحد, 10/12/2023 - 09:52