قال الوزير المنتدب المكلف بالموريتانيين في الخارج محمد يحيي ولد السعيد إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني عمل منذ بداية العدوان الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة.
وأضاف الوزير خلال اجتماع رفيع المستوى بشأن فلسطين في العاصمة الإيرانية طهران، إن موريتانيا كانت في طليعة المنددين بالعدوان على غزة، و"قد دعا رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني غير ما مرة، ومنذ الساعات الأولى، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأضاف ولد السعيد أن الجهود الدبلوماسية الموريتانية بالتعاون مع "جميع الأشقاء والشركاء" أثمرت "قرارات ومواقف دولية لا تزال إسرائيل تتصامم عنها حتى الآن"، مؤكدا التزام موريتانيا "بخط سياسي مبدئي تليد
يُغذّيه التضامن الإسلامي والإنساني والدفاع عن قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية"، على حد تعبيره.
وقد شارك الوزير ولد السعيد، ممثّلا لموريتانيا، اليوم، في اجتماع رفيع المستوى احتضنته العاصمة الإيرانية طهران بمشاركة عدد من الدول العربية والإسلامية ودول أخرى.
وفي ما يلي خطاب الوزير:
معالي وزير الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية أمير حسين عبد اللهيان
أصحاب المعالي..
أيتها السيدات، أيها السادة،
بادئ ذي بدء أتوجّه بجزيل الشكر، باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية للإخوة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية على الدعوة الكريمة والمبادرة الموفّقة بعقد هذا الاجتماع الهام في هذا الظرف الدقيق؛ كما أتقدم إليهم بخاص الشكر على ما لقيناه من حفاوة استقبال وكرم في الضيافة.
أصحاب المعالي والسعادة
نجتمع اليوم في وقت تستمر فيه آلة الحرب الإسرائيلية بممارسة سياسة الأرض المحروقة في غزّة وباقي الأرض الفلسطينية المحتلّة في الضفة الغربية والقدس الشريف، في إطار عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي لا تراعي أيّا من المُحرّمات في الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
فمنذ قرابة ثلاثة أشهر أصبح المواطنون الفلسطينيون العزل والأطفال منهم والنساء خاصة، بالإضافة إلى المستشفيات وكوادرها ودور العبادة والمدارس والمساكن والمرافق العمومية، على رأس قائمة أهداف الحرب الوحشية للجيش الإسرائيلي الذي استجمعت ممارساته في هذا الميدان، بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية المعاصر، كل أركان جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وتشارك الجيش الإسرائيليي في جرائمه هذه بشكل علني مليشيات مستوطنيه المُسلّحة، في خطة ممنهجة لترويع الفلسطينيين الآمنين وتقتيلهم أو دفعهم للهجرة القسرية.
أصحاب المعالي والسعادة
أما آن لهذه الوضعية الكارثية أن تتوقف ويتم العمل على وقف هذه الحرب المجنونة على الفور وحماية المدنيين الفلسطينيين العُزّل من البطش الإسرائيلي، واستخدام كل الوسائل الدبلوماسية والقانونية والسياسية في سبيل ذلك.
أصحاب السعادة والمعالي
لقد كانت بلادي في طليعة المندّدين بالعدوان على غزّة. وقد دعا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني غير ما مرة، ومنذ الساعات الأولى، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق، التزاما بخط سياسي مبدئي تليد يُغذّيه التضامن الإسلامي والإنساني والدفاع عن قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية.
وعملت بلادنا، في هذا الإطار، مع جميع الأشقاء والشركاء على بذل كل الجهود الدبلوماسية الممكنة من أجل إلزام إسرائيل بالانصياع للشرعية الدولية، وأثمرت تلك الجهود المتضافرة قرارات ومواقف دولية لا تزال إسرائيل تتصامم عنها حتى الآن.
ولا شك أن لقاءنا اليوم في طهران يمثل حلقة هامة ومبادرة محمودة في إطار تنسيق المواقف وتعزيز ديناميكية العمل المشترك والتعبئة الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على أهلنا في فلسطين.
وفي هذا الإطار تجدد بلادي دعوتها للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته كاملة واتخاذ التدابير اللازمة للوقف الفوري لإطلاق النار في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ورفع الحصار والبدء دون تأخير في عملية سياسية جادّة تمكّن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وفق المبادرة العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
وتلك، في نظرنا، هي الشروط الضرورية لضمان استتباب السلم والأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم والتي تشكّل صمّاما للسلم والأمن الدوليين، فاستمرار العدوان الهمجي والعنف الأعمى لن يُوفّر الأمن ولن يجلب السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته