هل سيدي تارا واعيس أم رگديس؟

عبد الله اتفغ المختار

الرئيس الفرنسي ساركوزي (أبوبكر وعمر وعثمان وعلي) كتب يقول إنه قبل أن يصل إلى الحكم كان يعتقد مثل جمهور الشعب، أن طائرة الرئاسة الفرنسية تحتوى على مسبح، وعلى ساحة تقام فيها الجلسات الصاخبة ..
وفي أول رحلة على متن هذه الطائرة ، اكتشف أن كل ذلك كان من نسج خيال صحفيين مرموقين، وصحافة مهنية إلى حد كبير..
الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند (ذكر الله ونبيه) كتب أيضًا في مذكراته "دروس في السلطة" أنه اكتشف أن أحد قصور استراحة الرئيس في الريف بحاجة إلى تجديد أثاثه، فأمر بذلك، وعلى الفور كتبت إحدى أهم الصحف الباريسية إن الرئيس هولاند صرف أموالا طائلة في إعادة بناء أحد القصور ، وتبعتها الصحافة الصفراء بسرعة البرق..
عندها قرر أن يكذب كل إشاعة تتعلق بحكومته او بتسييره للبلاد، حتى وإن كانت غير مهمة (ماهو أحمد گاع.. لعلّ اتجرْ للمدسم)..
في بلادنا انتشرت الشائعات كثيرًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، وأصبحنا كصحفيين نحاول اللحاق بغيرنا، ممن ينشر كل شيءٍ وأي شيءٍ من أجل أن نحصل على أكبر قدر من المتابعين والمعلقين والمعجبين..
كثرت الإشاعات على الحكومة لأن كل وزير يقول لك: أنا اثري لاهي انگادي راصي مع المدونين؟
وآخر يقول لك: يا أخي هذه إشاعات سببها فلان الذي كان قبلي في هذا المقعد..
ومع ذلك تصرف الحكومة المليارات على إعلام، لو كانت مهمته الوحيدة تفنيد الشائعات وبالأدلة لصار أكثر تأثيرا ومتابعة..
الشائعات هي ديدننا في الظروف العادية، فما بالكم ونحن في وجه انتخابات رئاسية ما يزال اسم مرشح أكبر أحزاب المعارضة فيها مجرد شائعة ؟.
موجبه أننا مجتمع يتغذي على الشائعات، ونكره المعلومة الصحيحة، بدليل أنا نتابع الصفحات الأكثر إثارة في الفيسبوك.. ونتابع المخنثين على اسنابشات، وذوى الاحتياجات الخاصة جدًا على التيك توك..
نعلم هذه اللحظة هل كماش في بث مباشر أم في الشغل، ونعلم هذه اللحظة هل سيدي تارا واعيس أو رگديس..ونعلم أن محمذن ولد مزيد لم يتعش البارحة عند مطعم كمال..

اثنين, 06/05/2024 - 20:08