يا ريس الذي خذلك بالأمس لن ينصرك اليوم

وجيدة حافي

 بيبي يستفز الرئيس السيسي ويعتذر عن خطأ غير مقصود، وكالعادة سيادته يقبل الاعتذار ويتفهم الظروف الصعبة التي تمر بها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، لكن ما لم يفهمه المصريون والشعوب العربية هي ردة فعل مصر الغريبة على ضربات إسرائيل من حين لآخر، هل هو ضُعف من النظام المصري أم خوف على شعبه وخاصة أنه في ظروف إقتصادية صعبة لا تسمح له بدخول حرب تتطلب الكثيير من النفقات؟ الضغوط الخارجية والديون هي من أسكتت النظام ودفعته للإكتفاء بتصريحات وتهديدات لا تُسمن من جوع؟ طبعا لكي تُدافع عن قضية ومبدأ لابد أن تكون في موضع قوة ومن كل النواحي، كأمريكا التي رغم الإنتقادات إلا أنها وحُلفائها يُصرون على نفس المبدأ والهدف وهو حماية الإسرائليين مهما فعلوا، وعندنا كل الأمة تئن وتتلوى من الألم النفسي جراء ما يحدث في فلسطين، لكن لا تستطيع فعل شيئ والتحرك إيجابيا يسبب الحروب والمشاكل الداخلية، فلا يُمكن لضعيف جبر مكسور والوقوف لجنبه إلا إذا كان قويا ماديا ومعنويا، وهذا ما ينطبق على الدول العربية التي يجب أن تكون قوية بإقتصادها وسياستها، ومُستقرة داخليا، للأسف شروط غير متوفرة لا بالأمس ولا اليوم، وحتى في المُستقبل إذا ما واصلنا سياسة الذل والرضوخ، وقبلنا بالتطبيع مع عدو لا يُستفاد منه شيئ سوى الخراب والدمار، فسياسة التطبيع المباشر والغير مباشر هي من فرقت الصفوف ووجهات النظر، ودفعت العدو للتحكم في رقابنا بإسم العلاقات والمصالح الإستراتيجية التي لم يجن منها العرب سوى الذل والخسارة في كل المجالات.
 فالموقف المصري صراحة غير مقبول في هذا الظرف بالذات، أين سيطر الإحتلال الصهيوني تقريبا على محور صلاح الدين ( فيلاديفيا) الفاصل بين مصر وقطاع غزة، وهذا يعني سيطرة دولة الإحتلال على جميع المعابر، والمحزن في كل هذا أن قوات الإحتلال تقدمت بأريحية تحت سمع وبصر القوات المصرية المتمركزة على الجانب الآخر دون إطلاق رصاصة واحدة، والرد المصري الرسمي الوحيد جاء لتكذيب إدعاءات إسرائيلية تتحدث عن إكتشاف الجيش الإسرائيلي أنفاقا لحركة حماس تمتد تحت الحدود، فهل المُشكلة هنا يا سادة هي وجود أنفاق ؟  فلكل مقام مقال وهذا التقدم الإسرائيلي دون تحرك مصري هو إنتهاك للسيادة والكرامة المصرية، وخرق لجميع الإتفاقات الموقعة بين البلدين ك “كامب ديفيد”، صمت وسكوت في غير محله، يدفعنا لتصديق حكاية أن مصر وإسرائيل مُتفقتان برعاية أمريكية وبمقابل لا نعرف قيمته ونوعه، وطبعا الوحيدة المُخولة بتكذيب كل هذه الإشاعات والأخبار هي السُلطات المصرية المُلتزمة الصمت والمُظهرة نفسها بمظهر المُتواطئ لجيرانها وشعبها الغاضب والرافض لسياستها إتجاه ما يحدث في الحدود مع فلسطين، فمصر بإنسحابها من القضية الفلسطينية ستصبح دولة هامشية في الملف الفلسطيني والمفاوضات بين المقاومة والحكومة الإسرائيلية، ومن يدري فربما هناك من يريد تصغير حجمها وإبعادها نهائيا لكي يحل محلها وتُسلط الأضواء عليه، فرضية قابلة للتصديق في عالم مُنافق لا يُؤمن بالتعاون والسلام العربي، شعار دوله المصالح ثم المصالح ثم المصالح.
ونحن هنا لا نُطالب مصر بتحرير فلسطين وإيجاد حلول للحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، فما فيها يكفيها وحجم الضغوط عليها كبير ومن كل النواحي مثلها مثل الأردن، والمُقاومة ما شاء الله عليها قائمة بالأمر وزيادة، ولقنت ” نتنياهو” درسا لن ينساه أي مسؤول إسرائيلي، لكن أن تصل للكرامة والسيادة والتكتم الإعلامي المقيت عن مقتل الشيهد الجندي “عبد الله رمضان حجي” فهنا نتوقف ونُطالبها بمراجعة قراراتها والعودة لجادة الصواب، وأظن أن الوقت قد حان لإظهار القدرات العسكرية الخارقة التي حدثنا عنها الرئيس السيسي في حالة ما إذا تعرض بلده لهجوم، فماذا تنتظر يا ريس بالله عليك؟ الدعم الأمريكي وضغطه على نتنياهو الذي لا يسمع لأحد، وينفذ ما في رأسه دون خوف، لأنه يعرف من ورائه جيدا، الدعم العربي فلا أظن أن واحدة من دول هذه الأُمة قادرة على التغيير فكلكم زي بعض، وقت الشدة لا تُؤازرون بعضكم، وشعاركم دائما وأبدا ” من بعدي والطوفان” شيئ لا نعرفه ويُحضر له في الكواليس فذاك أمر آخر ننتظره في الأيام القادمة بإذن الله، ورحم الله الشهيد الجندي  الذي نشكر الإعلام العالمي والعربي على ذكره حتى لا يكون نسيا منسيا.

سبت, 01/06/2024 - 13:48