لماذا رفعنا شعار "الخيار الآمن" ؟ :

محمد أفو

قبل أيام كنت أتحدث مع صديق لي وهو أحد المعارضين بالفطرة ، وفي ثنايا حديثنا ( في السياسة طبعا ) اعترف أن غزواني هو الخيار الأفضل بين المرشحين السبعة بالنسبة له .

قادني الفضول لسبر دوافع هذا الرأي من شاب عاقل ومتمرس في صفوف المعارضة ويدرك جيدا مبررات مواقفه ، ففوجئت بترديده لعبارة " غزواني هو الخيار الآمن في هذه المرحلة" .

 

وفي الحقيقة هذا هو ذات الرأي الذي قاد شخصيات ورموز المعارضة لدعم الرئيس غزواني .

لقد أعاد الغزواني تشكيل خارطة الوعي السياسي في البلاد بشكل لافت ، وقاد إلى إصلاح سياسي قد يكون من أهم الإصلاحات التي ميزت مأموريته .

يقول البعض بأن الرئيس السابق قتل المعارضة بينما يذهب البعض الآخر إلى مبررات تتعلق بشيخوخة هذه المعارضة وتكلس خطابها ، وفي الحالين يتفق الجمهور العام بأن المعارضة وصلت للعام 2019 وهي في حالة احتضار مؤسفة .

وفي الأشهر الأول من مأمورية الرئيس غزواني اتضحت استراتيجيته فيما يتعلق برد الاعتبار للمعارضة ضمن فضاء سياسي متنوع وتشاركي .

وفي المقابل أظهر قادة المعارضة التقليدية نضجا سياسيا ووطنيا حين عبروا عن موقفهم الواعي بإكراهات المرحلة وخصائصها ، وبددوا مفهوم " المعارضة للمعارضة " الناتج عن طول المواجهة مع الأنظمة السابقة والذي خلق مع الوقت نموذجا ذهنيا عن عدم واقعية هذه المعارضة وعدم استحسانها لأي نظام حاكم .

 

والحقيقة أن شخصيات مثل أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير ومحمد ولد مولود و جميل منصور إضافة لشخصيات وازنة ومؤثرة مثل محمد محمود ولد لمات ومنى بنت الدي وزينب بنت التقي وعبد الرحمن ولد ميني وعبد الرحمن ودادي وعمر الفتح و محمد غلام وغيرهم ممن يضيق المقام عن ذكرهم ، لا يمكن أن ينسوا تاريخهم النضالي العظيم في مواجهة الأنظمة ولا يمكن أن يتهموا في مواقفهم ولا مبادئهم .

لكن أداة الترجيح السياسي كانت ناضجة في البلاد بما يكفي لمعرفة الأنماط والأساليب التي كانت تحكم البلاد مقارنة بأسلوب الرئيس غزواني .

لقد استطاع غزواني كسب ثقة العقلاء كل بحسب دوافعه ..

فهناك من اعتبروا مشروع غزواني ممثلا لقناعاتهم وبالتالي اعتبروا أنفسهم شركاء في هذه المرحلة .

وهناك من أبهرهم أداؤه خاصة في المجال الاجتماعي ( المنتمون لليسار بكل أطيافه ، قوميين وكادحين وحقوقيين ) .

وهناك من يقف منه موقف صديقي المعارض كخيار آمن وحيد ضمن الخيارات المنافسة .

أما من حيث دوافع هذا التصور فمنها ما يتعلق بأداء غزواني في المأمورية المنصرمة ومنها ما يتعلق بشخصيته هو ، وهناك تداخل كبير بين الدافعين .

فالدافع الأول هو دافع لحظي يتعلق بأداء مريح في المأمورية الأولى و ينتظر أن يؤدي إلى نتائج مريحة في المأمورية المنتظرة والدافع الثاني هو دافع استراتيجي يتعلق بخبرات وتكوين غزواني كخبير أمني وعسكري قبل أن يكون مجرد مرشح للرئاسة .

فالمرحلة التي تهتز فيها المنطقة وينفرط عقدها الأمني ويصل للحكم شباب مندفعون إلى قاموس تحدي العالم وطرد الشركاء والتحرش الأمني والاستعراضات الثورية ، ستكون موريتانيا بحاجة ماسة وبالدرجة الأولى إلى الخبرة العسكرية والأمنية إضافة إلى الهدوء والحكمة والعلاقات الدولية القوية .

وكل هذه الصفات ، لا أقول أنها تجتمع في المرشح غزواني حصرا دون غيره ، بل لا تتوفر منها صفة واحدة في أي من منافسيه .

لذلك كانت عبارة " الخيار الآمن" هي العبارة الأكثر قدرة على توحيد صف العقلاء وراء المرشح .

ولذلك أيضا رفعنا شعار "غزواني يوحدنا"

 

محمد أفو 13ـ06ـ2024

خميس, 13/06/2024 - 20:23