على قَدر أَهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرامِ المكارم
**
جادت ثقة الأمة، بمباركة السماء، تسخير رزانة وصرامة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، للارتقاء بحياتنا العامة بكياسة تعفي التردد والإحباط، نحو طموح من عدل وعمل.
بعد ثلاثة عقود وحولين من الامتهان، فاز الاقتراع الرئاسي بصفة خاصة، بمصداقية حالتنا المدنية، وتجاوز احتكار الجهاز التنفيذي لتنظيم الانتخابات التي أصبحت مسؤولية تشاركية للطيف السياسي بمعارضته وأغلبيته، مما جعل الشركاء الأكثر صرامة يعتمدون أساليب وآليات ديمقراطيتنا، بإعفاء طواقمهم الرقابية والوقوف عند حد مصداقية مشهدنا الذي صنعناه بأنفسنا وبإشراك أكثرنا حماقة وتهورا.
أبقى القانون الباب مشرعا أمام أي تحفظ يرقى لمستوى الطعن لدى الهيئات المخولة دستوريا، كخيار وحيد يقر الاعتماد الحصري للأساليب الحضارية اللائقة بالتعاطي المحترم مع إرادة الشعب التي يمتلك وحده حرية منحها، وأي محاولة للتطاول عليها يتكفل القانون بردعها، دون إتاحة أي هامش للجدل ولا الحوار، كما يحدث بصفة جد اعتيادية في أعرق الديمقراطيات الغربية، بتكفل قوات مكافحة الشغب على مرأى ومسمع من العالم، بدحرها دون شفقة ولا تريث.
أفرجت رئاسيات 2024، عن مستوى رفيع من نضج الناخب الموريتاني، أجبر المشهد السياسي على الانسجام مع ضوابط الديمقراطية وخصوصيات الشعب الموريتاني المنفتح، النابذ للتطرف والعنصرية، المتمسك بخيار ترسيخ التعددية، الحاضن لكل أبنائه، الرافض المتاجرة بإرادته ومحاولات ارتهان سلمه وروابطه الضاربة في جذور عواطف المحبة، المتمسكة بالولاء لحتميات المصير المشترك للأمة الواحدة.
أثبت الشعب الموريتاني أن المتحدثين باسم إحدى مكوناته دون الأخريات، لا يمثلون إلا أنفسهم المريضة وولائهم المدفوع الثمن لأعداء الوطن من المتربصين باستقرار الساحل وأمن العالم من حوله.
الآن : يحتفي العالم بنا، و تغمرنا منة محيطينا، لقدرتنا على صناعة فعل سياسي مكتمل الأوصاف، في منطقة فقدت دولها القدرة على بعث الأمل في نفوس مواطنيها و أجهش العنف على حياة عافيتها.