شكل حفل تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مناسبة تجمع لجميع الإخوة والفرقاء والأضداد، فرصة مثلت نقطة تحول هامة حيث اجتمعت تلك الشخصيات المتنافسة والمتخاصمة في يوم واحد لدعم بداية جديدة للبلاد، وأهم مايجمعها بعيدا عن نقاط الخلاف، هو دعم القائد الذي جمعت دعوته المتخاصمين قبل المتصالحين، ليخرج الكل راضيا، ليقينه أن الرجل الوقور "يبغيلُ بغيُ يغير مايكرهلُ كرهُ".
لا نبالغ أوان وصفنا للمناسبة بأنها فرصة لتحقيق الوحدة والتفاهم بين جميع الأطياف وتجاوز الخلافات السابقة من أجل مستقبل مشترك أفضل.
تجلى اندماج الأضداد وتجمع الفرقاء في لحظات تاريخية؛ لتبزغ روح الوحدة والتعاون من أجل التأسيس للحظة تحقيق الاستقرار والتقدم لموريتانيا.
وبإجماعهم على حضور الحدث المهم؛ كشفوا عن المقاربة القديمة المتجددة، التي استطاع بها غزواني في كل مرة الجمع بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية في البلاد، بل وفي الإقليم والقارة، على هدف واحد، وقلب واحد.
أما خطاب التنصيب، فكان سانحة للقائد ليؤكد أن تكريس المأمورية للشباب؛ لم يكن شعارا انتخابيا، وأن تعهده بتمكين الشباب وجعلهم على رأس أولوياته يعكس تفهمه العميق لأهمية دور الشباب في المجتمع وضرورة تمكينهم وإشراكهم في عملية التنمية وصنع القرار؛ وبهذا يظهر اهتمام صاحب الفخامة بالتنمية الشاملة وبناء جيل مستقبلي يكون عونًا للوطن.
وفي النقطة التي تعهد فيها بحرب شاملة على الفساد، فإن الرئيس أكد على أن مكافحة الفساد ستكون أكثر شمولية، وأن الكل سيُشرك فيها؛ موضحا أن المجابهة ستكون بحزم، وهذا ما يعكس تصميمه على تطهير البلاد من الآفة التي تعيق عملية التنمية وتؤثر سلباً على حياة المواطنين؛ هذه الخطوة تعكس نزاهة الرجل واستعداده لتعزيز الشفافية والمساءلة.
لم يهمل الرئيس خلال حفل تنصيبه، الدعوة للحوار وتعزيز الوحدة الوطنية، من خلال تأكيده على فتح حوار يشمل الجميع، كما أن تأكيده على أهمية الوحدة الوطنية يعكس توجهه نحو بناء مجتمع مترابط وآمن؛ يعمل على تخطي الانقسامات وتعزيز روح التعاون والتضامن بين مختلف أطياف المجتمع.
وعلى غرار ماحدث خلال خطاب انطلاق المأمورية الأولى، أكد صاحب الفخامة على طمأنة من وقفوا ضده في الانتخابات الماضية؛ بالقول: "أنا رئيس للجميع ومنفتح على الجميع، ورئيس لكل الفئات" ليشدد على فتح أبوابه للجميع، وهو ما يوحي بقدرته على الاستماع والتفاعل مع مختلف الآراء والمطالب، تعزيزا لفكر الانفتاح والاستماع السليم في عملية اتخاذ القرارات.
وباختصار، تحليل هذه النقاط يظهر بجلاء رؤيةً قياديةً إيجابيةً تهدف لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الوطني من خلال تمكين الشباب، مكافحة الفساد، تعزيز الوحدة والحوار، وتحقيق التواصل والتفاهم بين مختلف شرائح المجتمع.