**
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم
ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
**
استوفى المجلس الدستوري هيبة إجراءات التنصيب، وزاد رئيسه، حديثا غنائيا عن تاريخ الأرض وتراث الناس والوفاء للثقافة الجامعة.
في مشهد مهيب: نطقت المدفعية تحية الشرف احتفاء بإرادة الشعب، لتفسح لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رافعا يمناه، أداء قسم الشرف أمام الله والوطن، بحضور صفوة قادة القارة وممثلي زعماء العالم، في قصر المرابطين، على ساحل الانطلاقة الأولى. مكث على المنبر، بوجه وضاء، وإشارات جادة، تلحقها نظرات صادقة؛ واقفاً، والوشاح الأخضر ملفوفا على صدره، ليبدأ مأموريته بالثناء الواثق على شعبه، مبشرا بمواصلة التفاني في خدمته بجدية توصل الوطن مواقع التقدم والرقي، وتطهير خراجه من فتك الفساد؛ والذود بشنآن الجمهورية عن اللحمة الوطنية وترسيخ السلم والمودة في المشهد السياسي، ثم تعزيز تكامل شعوب القارة، وتضامن دولها؛
احتفاء المصداقية
بعد ساعات قليلة من الإعلان المؤقت للنتائج، توالت برقيات ومكالمات قادة محيطينا، مهنئة قائدنا المنتخب وشعبه البطل؛ واعتبر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحدث السار على قلوب الموريتانيين، "دليل على الثقة التي وضعها الشعب الموريتاني في قيادته"، عبر رسالة تهنئة تخللت فقراتها الخمسة، أجمل وأرقى مفردات قواميس الاحترام والتقدير، المفعم بمقامات الثناء على المنسوب الديمقراطي و تمكن هيبة الدولة الموريتانية من بسط الأمن وتحقيق وئام التنمية.
عبر الرئيس الصيني عن تشبثه بمقام العلاقات الشخصية مع قيادة موريتانيا و شغفه بمسار "الارتقاء بعلاقات التعاون القائمة بين البلدين إلى مستويات جديدة".
بدوره رئيس المجلس الأوروبي، شدد على ثقة الاتحاد الأوروبي في المزايا الجمة للمأمورية الثانية على استقرار العالم وتنميته، مهنئا بما يليق، متباهيا بمواصلة العمل مع شريك محترم ومهاب.
تضمن خطاب الرئيس الفرنسي انبهارا بحيازة سلطة الشعب الذي"أكد بثقته فيكم في الجولة الأولى دعمه المطلق للمشروع الذي تحملونه لموريتانيا"، لتختفي وإلى الأبد عبارات ومواقف التشكيك والمنة من أواصر العلاقات بين الدولتين.
أجمعت البلدان الضالعة في الديمقراطية التي هنأت موريتانيا ورئيسها المنتخب على تميز الأسلوب الموريتاني واعتباره نموذجا يحتذى في احترام دولة القانون كفاعل استراتيجي في أمن واستقرار العالم.
عكس التقييم الموضوعي لمراكز البحث و الدراسات الدولية ذات الخبرة والمصداقية الفائقة، تبني نخب العالم لنضج تجربتنا، على غرار أعرق المنشورات الجيوستراتيجية Conflits، التي اعتبرت أن إعادة انتخاب الشعب الموريتاني لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، اختيار صريح للمضي في نهج " مواصلة التطور"، للبلد الذي يعتبر " قطبا للاستقرار "، على مستوى العالم.
مقام التزكية
أشاد المراقبون الدوليون، الممثلون في بعثة الاتحاد الإفريقي و خبراء العمليات الانتخابية من الاتحاد الأوروبي، بالظروف التي اكتنفت عملية الاقتراع، مثمنين جو السكينة والهدوء الذي طبع العملية الانتخابية برمتها، مهنئين الشعب الموريتاني على تعاطيه الراقي، الكفيل بضمان الاستقرار والتنمية.
أعلنت الأمم المتحدة بأكثر من شهر قبل الاقتراع عن ثقتها التامة في قدرة الدولة الموريتانية على تنظيم انتخابات سلمية ذات مصداقية عالية، وأثر إيجابي على مسار الامتهان الديمقراطي في المنطقة، بعد مهمة أداها وفد أممي رفيع المستوى، على مدى أسبوع كامل، التقى خلالها بالمرشحين والهيئات المسؤولة عن تنظيم الانتخابات، إضافة إلى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
تم تنظيم مشاورات وطنية حول التحضير التشاركي للانتخابات الرئاسية، وتطوير الحكامة السياسية بخمسة أشهر قبل الاقتراع الرئاسي، بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والهيئات المشرفة على الانتخابات. مكنت هذه التظاهرة السياسية الأولى من نوعها في البلاد من تهيئة الظروف الملائمة لخلق مناخ سياسي هادئ، وتقارب بين الفاعلين السياسيين حيال كبريات القضايا الوطنية.
من رحم عقود الامتهان، والتضحيات الجسام، ترسي الإرادة السياسية موريتانيا على بر العبور الآمن.