نيبال وجزر المالديف تواجهان منعطفات حرجة فيما يتعلق بالعبء المالي للقرض الصيني

نور ملحم 

في التطورات الأخيرة، تواجه دولتان من جنوب آسيا، نيبال وجزر المالديف، تحديات كبيرة تتعلق بالقروض الأجنبية، مما يثير المخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي وقابلية البنية الأساسية للاستمرار.

في نيبال، أثار النائب النيبالي راجيندرا باجاين ناقوس الخطر في البرلمان بشأن العبء المالي للقرض الصيني لمطار بوكارا الدولي وعلى الرغم من التزام نيبال بسداد مليارات الدولارات من القروض، لا يزال المطار غير مستغل بالكامل، حيث لم تبدأ الرحلات الجوية الدولية بعد ودعا باجاين إلى مراجعة فورية، متسائلاً عن جدوى المشروع والمنطق وراء تمويله. كما انتقد نظر الحكومة في قرض صيني آخر لمشروع ممر داماك، مشيرًا إلى الضغوط المالية الناجمة عن قرض المطار كقصة تحذيرية.

كما سلط باجاين الضوء على عيوب التصميم في كل من مطاري بوكارا وبهايراهاوا، مدعيًا أنهما يفشلان في تلبية المعايير الدولية.

 تساهم هذه العيوب في استمرار وجود نيبال على القائمة السوداء لسلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي، مما يعوق نمو قطاع الطيران في البلاد بالإضافة إلى ذلك، انتقد باجاين التأخير في معالجة القضايا الرئيسية، بما في ذلك تمديد عمليات الطيران المتوقفة في مطار تريبهوفان الدولي بسبب توسيع ممرات الطائرات.

 واتهم الحكومة بتحويل الرحلات الجوية إلى مطارات غير مستغلة بالكامل، وهو ما يزعم أنه غير مقبول بالنظر إلى المخاوف الأمنية غير المحلولة.

وفي الوقت نفسه، تواجه جزر المالديف أزمة اقتصادية متصاعدة، تفاقمت بسبب الديون الكبيرة للصين في عهد الرئيس محمد مويزو، من المتوقع أن يصل دين جزر المالديف إلى 8.3 مليار دولار بحلول مارس 2024، وهو ما يمثل 110٪ من الناتج المحلي الإجمالي. 

ومن المثير للقلق بشكل خاص مبلغ 1.11 مليار دولار المستحق للصين، والذي يمثل ما يقرب من 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي يهدد هذا المأزق المالي السيادة الاقتصادية والاستقرار السياسي لجزر المالديف.

ردًا على ذلك، يسعى الرئيس مويزو إلى الحصول على مساعدة مالية من الشركاء الدوليين، بما في ذلك منحة قدرها 200 مليون دولار وقرض ميسر بقيمة 350 مليون دولار من الصين ويجري البحث عن دعم إضافي من أبو ظبي والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 وعلى الرغم من المنحة النقدية التي تعهدت بها الصين بقيمة 10 ملايين دولار، يحذر الخبراء من أن مثل هذه المساهمات غير كافية بالنظر إلى الاحتياجات المالية الواسعة النطاق لجزر المالديف.

تواجه كل من نيبال وجزر المالديف منعطفات حرجة تتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة التحديات الاقتصادية وقضايا البنية الأساسية وضمان التنمية المستدامة.

خميس, 04/07/2024 - 15:32