قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الخميس، إن خطة الرئيس دونالد ترامب لغزة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وإن الحديث عن مستقبل غزة يتحول نحو كيفية إيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيين.
وأضاف ويتكوف في كلمة خلال مؤتمر بميامي "عندما يتحدث الرئيس عن هذا، فهذا يعني أنه يريد أن يدفع الجميع للتفكير في ما هو مقنع وما هو الحل الأفضل للشعب الفلسطيني".
"على سبيل المثال، هل يريدون العيش في منزل هناك، أم يفضلون الحصول على فرصة للانتقال إلى مكان أفضل.. للحصول على وظائف وفرص عمل وآفاق مالية أفضل؟"، وفق ويتكوف.
وفي سياق متصل، ندد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الخميس، بمن وصفهم بـ"وحوش" حماس بعد مراسم تسليم جثامين أربعة رهائن في غزة، من بينهم ثلاثة من أفراد عائلة بيباس.
وقال في كلمة عبر الفيديو "إننا جميعاً غاضبون من وحوش حماس"، مضيفاً "سنعيد جميع رهائننا، وسنقضي على القتلة، وسنقضي على حماس، ومعاً... سنضمن مستقبلنا".
وصباح الخميس، عرض مقاتلون ملثمون ومسلحون على منصة في خان يونس في جنوب قطاع غزة أربعة توابيت سوداء حمل كل منها صورة لأحد الرهائن.
ونقلت التوابيت بعد ذلك إلى مركبات رباعية الدفع تابعة للصليب الأحمر الدولي غادرت الموقع بعد ذلك، وقد تجمع مئات الأشخاص في المكان لمتابعة عملية التسليم وراء حواجز.
ونددت الحكومة الإسرائيلية بالطريقة التي قامت بها حماس بإعادة الجثامين.
وقال المتحدث باسمها ديفيد مينسر "حماس ليست حركة مقاومة، حماس عقيدة موت تقتل، تعذّب، وتستعرض الجثث".
كما وصفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ترتيبات حماس بأنها "مشينة وقاسية".
وعلى عكس المشاهد الاحتفالية التي سادت عمليات تسليم الرهائن الأحياء السابقة، ساد الحزن في إسرائيل هذه المرة.
ووقف أشخاص يلوّحون بالأعلام على جانب الطريق قرب كيسوفيم جنوباً، في انتظار مرور المركبات التي تنقل جثمانين الرهائن.
وتجمّع حشد في "ساحة الرهائن" بتل أبيب، حيث قالت شارون غازيت (60 عاما) "لا توجد كلمات... قلبي محطّم".
وتعود الجثث إلى الطفلين أرييل وكفير بيباس اللذين كان عمرهما أربع سنوات وتسعة أشهر على التوالي عند خطفهما في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 فضلاً عن والدتهما شيري بيباس، وعوديد ليفشيتز الذي كان في سن الثالثة والثمانين وقت الهجوم.
ونقلت الجثامين إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في تل أبيب حيث "ستخضع لإجراءات للتعرّف عليها"، وفق الجيش.
ولاحقا، أفاد منتدى عائلات الرهائن عن تلقيه تأكيداً من السلطات بأن عوديد ليفشيتز هو من بين الجثامين الأربعة.
وسلمت الجثث الأربع في مقابل الإفراج عن فلسطينيين مسجونين في إسرائيل ستطلق سراحهم إسرائيل السبت، وذلك تنفيذاً لاتفاق الهدنة الساري بين الطرفين في قطاع غزة.
وقالت حماس في بيان "حافظنا على حياة أسرى الاحتلال، وقدّمنا لهم ما نستطيع، وتعاملنا معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم"، مضيفة أنّ "جيش العدو الصهيوني قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم".
"نتنياهو يماطل"
واتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، بـ"المماطلة" في بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان، إن "نتنياهو يماطل بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ عملياً، وجاهزون للانخراط فيها حسب ما نص عليه الاتفاق".
غضب عارم
ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني بعد حرب استمرت 15 شهراً اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل.
وكانت حماس أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 مقتل شيري بيباس وطفليها في قصف إسرائيلي، لكن إسرائيل لم تؤكد ذلك بتاتاً.
وكانت أسرة بيباس المكونة من الطفلين ووالدتهما ووالدهما ياردين اختطفت بأكملها في 7 أكتوبر/تشرين الأول من كيبوتس نير عوز المحاذي لقطاع غزة.
وكانت حماس نشرت صورا للأم مذعورة وهي تحتضن طفليها الصغيرين أمام منزلهم خلال الهجوم. وانتشرت هذه الصور حول العالم أجمع.
وفي الأول من فبراير/شباط الحالي، أطلقت حماس سراح والد الطفلين، ياردين بيباس (35 عاما).
وأثار نبأ تأكيد مقتل الأم وطفليها غضباً وحزناً عارمَين داخل إسرائيل.
وكفير بيباس كان الأصغر على الإطلاق من بين 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجومها.
وقبل تسليم الصليب الأحمر الجثث الخميس، كان هناك 70 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 35 على الأقل لقوا حتفهم، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ثلاث دول هي قطر ومصر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيلية من غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني خرجوا من سجون إسرائيل، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كل أسبوع.
وهي المرة الأولى التي تسلم فيها حماس جثث رهائن.
وتجمّع المئات فجر الخميس في مدينة خان يونس لمتابعة عملية التسليم.
وقال تهاني فياض (40 عاما) الذي كان بين هؤلاء، إنّ هذه العملية "تأكيد على انتصار الشعب الفلسطيني ودليل على أنّ الاحتلال لن يهزمنا".
بدء دخول المساكن المتنقلة
في سياق متصل، أفادت مراسلة بي بي سي في القاهرة، أن المساكن المتنقلة أو الكرفانات بدأت في الدخول من خلال معبر رفح الرابط بين مصر والقطاع، لأول مرة منذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وعلمت بي بي سي من الموجودين عند المعبر أن حوالي عشرة مساكن دخلت من المعبر، حيث ستخضع للتفتيش ثم تتجه إلى القطاع الذي يفترش أغلب سكانه العراء بعد أن أدت الضربات الإسرائيلية لتسوية جزء كبير من القطاع بالأرض.
ودخلت هذه المساكن مفككة ليتم تجميعها داخل غزة، على أن تدخل حوالي عشرة منازل متنقلة أخرى في وقت لاحق من اليوم، لكنها ستكون كاملة التركيب.
وتعالت أصوات سائقي الشاحنات بالتكبير فور السماح لهم بالدخول من المعبر.
وتصطف مئات الكرفانات، حسبما علمت بي بي سي، على الجانب المصري في انتظار التنسيق مع الجانب الإسرائيلي حتى يتم السماح لها بالعبور.
ولا تقارن أعداد الكرفانات بمئات الآلاف من العائلات التي باتت بلا مأوى بسبب الحرب.
وعبرت أعداد محدودة من المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام والشروع في إعادة الإعمار، وحتى اللحظة لم يتم الاتفاق على خطة أو آلية لإعادة الإعمار.
نقلا عن بي بي سي العربية