…وان تعودوا نعد

الدكتور محسن القزويني

عادت اسرائيل تعربد بطائراتها وصواريخها لتحصد المزيد من ارواح الفلسطينيين الآمنين بعد هدنة دامت لعدة اسابيع لتؤكد للعالم بان سياسة القتل هي طبيعة متاصلة في الذات الاسرائيلية وانه لا علاج لهذه الروح العدوانية سوى المقاومة ، واي سلام لا معنى له مع هذه الطبيعة المتوحشة المتجذره فيها، وهي حقيقة لا مجال لنكرانها وقد قالها من قبل 50 عاما وعام قادة حرب اكتوبر العاشر من شهر رمضان المبارك الذين خططوا لحرب شاملة ضد اسرائيل شارك فيها احدى عشرة دولة عربية هي: العراق- الجزائر- ليبيا- الاردن- المغرب -السعودية – الكويت- تونس- السودان بالاضافة الى مصر وسوريا، فلم تتوان هذه الدول في تقديم الدعم المباشر للجيش المصري والسوري في تحرير الاراضي التي تم احتلالها من قبل اسرائيل في حرب الهزيمة في الخامس عشر من حزيران من عام 1967 . فالسعودية اشتركت في الحرب بصورة مباشرة وقدمت 36 شهيدا واعلن ملكها فيصل بن عبد العزيز في 17 اكتوبر من عام 1973 عن وقف تصدير البترول الى اوروبا وامريكا فتعطلت الحياة في تلك الدول مما دفعها الى الاذعان لممارسة الضغط على اسرائيل بالتوقف عن الحرب، وشاركت الكويت ايضا بجنود كويتيين في المعركة وقدمت 42 شهيدا ووقفت الى جانب بقية الدول العربية المصدرة للنفط في ايقاف تصدير النفط، وهكذا بقية الدول العربية كان لها مشاركة فاعلة في هذه الحرب سواء بالجنود او المال او بايقاف تصدير النفط او في تغطية نفقات الحرب ، فالجزائر مولت شراء الاسلحة من الاتحاد السوفياتي بمقدار 200 مليون دولار وكذلك ليبيا قدمت 40 مليون دولار اما السعودية فكان لها موقف مشهود اضافة الى مشاركتها في المعركة عسكريا واقتصاديا فقد ساهمت مساهمة فاعلة في شراء الاسلحه حيث بلغ ماتم انفاقه على شراء السلاح لدعم جبهات القتال ب 200 مليون دولار .

وكان للعراق المساهمة الكبرى في هذا الحرب ففي السادس من اكتوبر من عام 1973 اصدر امرا الى قواته الجوية والبرية بالتحرك فورا الى الجبهة السورية وقاتل الحيش العراقي قتال الابطال وقدم 323 شهيدا تم دفنهم بجوار السيدة زينب جنوب دمشق.

 لقد اعطى العرب بوحدتهم وتعاونهم في العاشر من رمضان من عام 1973 درسا لا تنساه اسرائيل، ومنذ ذلك الوقت وهي تعمل على تحطيم جدار الوحدة العربية باستخدام شتى الطرق والاساليب لابعاد الدول العربية عن المعركة من خلال بث الفرقة والاختلاف بينها وبين فصائل المقاومة، و اتباع سياسة التطبيع، وايهام العرب بان اسرائيل ليست عدوهم . وقد نجحت الى حد ما في تحقيق اهدافها من خلال هذه السياسة و قد استفردت بالفلسطينيين و حولت الذين شاركوا في معركة 1973 الى مجرد متفرجين على ما يحدث في غزة من قتل للاطفال والنساء والشيوخ .

فهل آن الاوان لناخذ العبر والدروس من حرب رمضان والعودة الى رص الصفوف والوقوف بوجه العدو الاسرائيلي موقف رجلٍ واحد مستلهمين من القران الكريم( ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص) صدق الله العلي العظيم

نقلا عن رأي اليوم

سبت, 22/03/2025 - 23:57