يعتبر يوم القدس العالمي، الذي دعا إليه الإمام الخميني (قدس سره) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، مناسبة عالمية لتجديد العهد مع القضية الفلسطينية ومناهضة الاحتلال الصهيوني. هذا اليوم يحمل دلالات كبيرة في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث يجسد رفض الظلم والاستعمار، ويؤكد على مركزية القدس في وجدان المسلمين. يرى الإمام الخميني أن يوم القدس ليس مجرد يوم للفلسطينيين وحدهم، بل هو يوم لجميع المستضعفين في العالم لمواجهة قوى الاستكبار العالمي.
في السنوات الأخيرة، كثّف الكيان الصهيوني هجماته الوحشية على غزة، مما أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء. هذه الاعتداءات المتكررة تؤكد الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني، الذي يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال القتل والتدمير. ومع ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على التصدي لهذه الجرائم، رغم الحصار الخانق والظروف الصعبة التي يواجهها أهالي غزة.
إن مظلومية الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، لا تزال جرحًا نازفًا في ضمير الإنسانية. تعاني غزة من حصار ظالم، ونقص حاد في الغذاء والدواء، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، في ظل صمت دولي مخزٍ. هذه الجرائم تتطلب محاسبة قادة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، إذ لا يمكن للعالم أن يبقى متفرجًا على المجازر والانتهاكات المستمرة ضد شعب أعزل.
من الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تتوحد الأمة الإسلامية في مواجهة المؤامرات التي تستهدف فلسطين. فالكيان الصهيوني، بدعم من القوى الغربية، يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع مثل التطبيع والتهجير القسري لسكان غزة. الوحدة الإسلامية، سياسيًا وعسكريًا وإعلاميًا، تشكل السلاح الأقوى لإفشال هذه المخططات وإبقاء القضية الفلسطينية في صدارة أولويات العالم الإسلامي.
واحدة من أخطر الجرائم الصهيونية اليوم هي خطة التهجير القسري لسكان غزة، والتي تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه ودفعهم إلى الهجرة القسرية. هذا المخطط يشكل جريمة حرب وفق القوانين الدولية، ويتطلب موقفًا حازمًا من الدول الإسلامية والمجتمع الدولي لوقف هذه الجريمة النكراء. إن صمود الشعب الفلسطيني في وجه هذه المؤامرات يجب أن يُدعم بكل الوسائل الممكنة.
أكد الإمام الخامنئي مرارًا أن دعم فلسطين واجب شرعي وإنساني، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق. كما شدد على أن يوم القدس يجب أن يكون يومًا عالميًا لتحشيد الأمة ضد الاحتلال، مشيرًا إلى أن محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، وقادر على إفشال مخططات الصهاينة. إن استمرار الدعم السياسي والعسكري والإعلامي لفلسطين هو السبيل لضمان عدم انطفاء جذوة الجهاد حتى تحرير القدس.
ابوالفضل کریمی
مستشار سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نواكشوط