الشريحيون والشرائحيون

أحمدو الوديعة

الشرائحية مفهوم غير منضبط دخل التداول بقوة خلال السنوات الأخيرة بحمولة سلبية، وعند التدقيق في مستخدميه والمستخدم ضدهم يتضح أن المقصود به من يتحدثون في الشأن العام منبهين على الاختلالات الاجتماعية ، منتقدين غياب العدل ومطالبين بالمساواة .

الشرائحية لدى الكثير من مستخدميها (وأغلبهم ينكرون وجود مظالم أو فوارق ويعتبرون الحاصل منها طبيعي) مرادفة للحقوقية التي تحمل عندهم أيضا معنى نبزيا ويفضلون عادة تسميتها بالعقوقية.!!.

 

الطريف ( وذاك شر البلية ) أن مطلقي هذا المصطلح ومستخدميه يعتبرونه نبزيا فقط حين يتحدث عن بعض الشرائح أو عن تنوع البلد وتعدد شرائحه وضرورة إقامة العدل بينها، أما حين يكون الحديث عن شريحة واحدة ويكون الحضور لها والتسليم بذلك ( وامغيط الرگبة لو ) فتلك الوطنية والاعتدال والسلم الأهلي ونوم الفتنة العميق.

بالمختصر؛ يبيع" الشريحيون" لأنفسهم وهما كبيرا حين يعتقدون أن حملات " الوصم" التي يشنون على الواقفين في وجه الظلم الساعين للعدل، ستعطي لأفكارهم وممارساتهم الظالمة المميتة عمرا جديدا، ولكن هيهات.. 

في هذا البلاد مستقبل واحد من فضل الله أنه فسيح ويسع الجميع ، وهو مستقبل ينطلق من الاعتراف بالتنوع والاحتفاء به، ويقوم بواجب إنكار المظالم ويعتمد التمييز الإيجابي للمكونات المسبوقة ، ويتخذ الضمانات الكافية والكفيلة بتمثيل كل المواطنين على أسس متينة من اعتبار الكفاءة والنزاهة والأمانة .

إن من يراهن على مستقبل غير ذلك مخدوعا باتتفاشة باطل " الشريحيين " يدلي نفسه بغرور،سيكتشف فداحة خطله حين ينقشع غبار " الطعميز"، وإنه لمنقشع وعما قريب.

سبت, 12/04/2025 - 19:19