منذ فترة طويلة، تعلق حدوث خسوف كلي للقمر بالقلق بشأن تأثير هذه الظاهرة على زيادة احتمال حدوث كوارث طبيعية مدمرة مثل الزلازل والبراكين.
ومن المنتظر أن تشهد الأمريكيتان وأوروبا الغربية، مساء 20 يناير وفجر 21 يناير الجاري، ظاهرة نادرة تعرف باسم "قمر الذئب الدموي العملاق"، وغالبا ما ينظر إلى تزامن الخسوف الكلي للقمر مع ظاهرة القمر العملاق، على أنه نذير شؤم من قبل الكثيرين الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة والخرافات والأساطير، التي تدعي جميعها أن خسوف القمر يمكن أن "يشعل" الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والانفجارات البركانية.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد أي سبب على الإطلاق لزيادة القلق بشأن "قمر الذئب الدموي العملاق" القادم، إلا أن هناك بعض الأدلة العلمية التي تدعم نظرية تأثير هذه الظاهرة على حدوث كوارث طبيعية، وهي أن جاذبية القمر على كوكبنا يمكن أن تؤثر على النشاط الزلزالي على الأرض.
إذ وجدت دراسة أجريت عام 2016 ونشرت في مجلة "Nature Geoscience"، أن المد والجزر الذي يحدث خلال البدر والقمر الجديد، قد يكون مرتبطا باحتمال أعلى بقليل لحدوث زلازل كبيرة الحجم حول العالم، إلا أنه ما تزال هناك شبكة معقدة من العوامل التي تسبب هذه الهزات الأرضية وتحدد شدتها.
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية "USGS"، إن احتمال وقوع الزلازل يزيد بنحو ثلاث مرات خلال المد العالي، ولكن هذا لا يزال غير مؤكد بشكل دقيق.
كما تقول الهيئة إنه قد يكون هناك ارتباط بين دورة القمر وانفجارات البراكين في هاواي، ولكن ما تزال هناك أدلة ضئيلة للغاية على هذا الارتباط، وهو ما يجعل محاولة التنبؤ بالثوران البركاني اعتمادا على حركة المد والجزر أو القمر، سخيفا.
أما بالنسبة لتأثير الخسوف على الأرض، فإنه لا يوجد دليل على أن الخط المستقيم للأرض والقمر والشمس له آثار جيولوجية.
ويحدث القمر العملاق عندما يكون القمر عند الحضيض أو بالقرب منه، وهي أقرب نقطة إلينا عند دورانه حول الأرض.
وسيكون العالم مع موعد مع خسوف قمري كامل، وهو ظاهرة تحدث عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط واحد، ما يجعل القمر يتفاعل مع الظل الذي تلقيه الأرض، وبالتالي يحجب كوكبنا أيّ ضوء شمسي يسقط على القمر.
وسوف يتحول القمر إلى اللون الأحمر في تلك الأثناء، بدلا من أن يختفي في الظلام كما هو متوقع، بسبب تأثير ما يعرف باسم "Rayleigh Scattering"، حيث تتم تصفية طيفي الضوء الأخضر والبنفسجي عبر الغلاف الجوي.
المصدر: فوربس